عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية الحقيقة مزعجة بعض الشيء، وأجد حرجا عند الحديث أو الكتابة عن «واقع» أن الجرائم الإرهابية تختلف من ناحية التعاطي باختلاف مذهب مرتكبها، ومرد الحرج أن الجميع مواطنون، وأن هذا التصنيف يفترض ألا يحضر خاصة عند الحديث عن أمن «المواطن»، لكن الحقيقة تقول إن ما يحدث في عوامية القطيف أمر مزعج، ومقتل المواطن ضيف الله القرشي قبل عدة أيام إضافة إلى أنه أمر محزن، فإن الطريقة التي حدثت بها هذه الجريمة وبعض التداعيات التي حدثت بعدها أمر مستفز ومقلق بعض الشيء! فكرة «اللجان الشعبية»، ثم فكرة أن مدينة ما داخل المملكة محرمة على فئة من المواطنين، فكرتان فيهما من الحمق والغباء والصفاقة أكثر مما يمكن تحمله! لم أستطع استيعاب أسئلة سمعتها بعد مقتل المواطن رحمه الله، والذي أصبح «ضيف الله» الآن بعد اغتياله غدرا. وأعني الأسئلة من عينة: ما الذي ذهب به إلى هناك؟ ما الذي يمكن أن يُفهم من هذا السؤال الأحمق الذي تردد كثيرا من بعض البسطاء، وردده أيضا بعض من يفترض أنهم مثقفون عن سبب وجود مواطن سعودي في مدينة سعودية؟! أتفهم كثيرا مطالب الإخوة الشيعة في حمايتهم من التحريض ومطالبهم في القضاء على الخطاب المذهبي الذي يقصيهم وينتقص من حقوقهم كمواطنين، وهي مطالب مشروعة ومنطقية لكنها يجب أن تكون في الاتجاهين، لا يصلح أن تطالب بحمايتك من خطاب الكراهية ضدك في الوقت الذي تجد أنت صعوبة في إدانة جريمة إرهابية بل وتذهب أبعد من ذلك إلى اختلاق الأعذار للقاتل! حين تقول للقاتل إنه قاتل ومجرم وتدين فعله بغض النظر عن مذهبه ومذهب المقتول فأنت تضع حجر الأساس الذي يرغم الآخر على القبول بك والدفاع عنك والتضحية من أجلك، إذا لم تستطع فعل ذلك فأنت تحرث في الهواء حين تطالب بحمايتك من خطاب الكراهية!