مكة أون لاين - السعودية حدثني أحدهم قائلا، حينما فكرت بالنقل من المنطقة التي أعمل بها ترددت كثيرا، إلا أن ضغط الظروف دفع بإجراءات النقل إلى الأمام نحو تغير جهة العمل للجهة المقصودة وفي الأخير تحركت المسألة على يد من تهمه المصلحة العامة وصدر قرار النقل بقناعة كل الأطراف. استطرد قائلا، في طريق المباشرة الفعلية لمهام العمل الجديد ثمة محطات صغيرة لا بد من عبورها، في إحدى المحطات نصحني أحدهم بأن أتجنب إحسان الظن المفرط بمن سأقابلهم في عملي الجديد على خلفية أن مجملهم من صغار السن وبعض البقية من ذوي المكانة الاجتماعية المحدودة أي من درجات السلم الاجتماعي المتأخرة في الترتيب التي لا تعير الحياء قدره ولا تضع المروءة بعين الاعتبار. إن صحت المسألة ففي مثل هذه الأجواء كان وما زال لازما في حضرة هاتين الفئتين أن تملأ الآذان بالغبار ويتحرك التنافس على القرب من سجاد المكاتب التنفيذية. الصراع الوظيفي حتما هو الوسيلة والنتيجة إن لم يكن هذا هو الواقع فهو حقا المفترض في أي بيئة عمل تتكاثر فيها هذه النوعية هذا ما تم التطرق إليه على هامش الحديث. أمام هذه المداخلة صمت قليلا ثم واصل الحديث، الخطوط التنفيذية العليا واضحة المعالم، راسخة، ومن حق ضوئها أن يخطف أبصار ضعاف القوم ويزيد ربكتهم هكذا بدأت ملامح المشهد..، الحديث ما زال جاريا على لسان محدثي حيث مضى قائلا: المثير للدهشة أن البعض استعد لاستقبالي إما ناصحا أو محذرا وفي المقدمة شخص غريب تارة يهمز في الوضع العام وتارة يحذر من دوائر صنع القرار بصراحة، وبحكم ضرورة استكمال مسوغات مباشرة العمل فعليا كان لا بد من مراجعته أكثر من مرة والفرص وقتها سانحة للحديث الذي لا يبدأ ولا ينتهي إلا وقد طلب مني ألا أطلق الثقة في وعود المدير، أبدى لي حسن النية وأعرب عن بالغ الإخلاص، ومع كل هذا سرعان ما انكشف على نفسه من حيث لا يعلم ووقع في وحل النيات المفخخة، (تبا له، شاب صغير مكبل بكيد متقدمات السن من النساء الباسطات بضائعهن على الأرصفة). كشفت الأيام أنه من يجب الحذر منه وأنه من لا يجب وضع الثقة فيه، الغرابة كل الغرابة أنه يتسنم موقعا وظيفيا لا يتناغم معه في شيء على الإطلاق كما يبدو، وقد كان للتجربة حظ كشف إمكاناته المهنية المتواضعة ونياته المتناهية في عض العراقيب هكذا ختم الموظف الجديد حديثه. الخلاصة أن محدثي من فئة العقلاء، وقدره أنه يعرف النبت وتربته أكثر من غيره، لهذا باشر عمله الجديد ومضى يعمل ما بوسعه لخدمة المكان والناس بإخلاص وموضوعية، مؤمنا بأن دورة الأيام كفيلة بتسوية الأوضاع مهما تكاثرت أحزاب الواطين وتحركت. وفي الختام نال ثقة رئيسه في العمل وساد بينهما الاحترام على نحو غير مسبوق . مدوا النظر حوليكم وبكم يتجدد اللقاء.