المدينة - السعودية كشفت لنا الحملات الأخيرة من قبل الجهات الأمنية ضد الإرهابيين، عن أعمار بعض من تم إيقافهم من المنتمين لتنظيم داعش، والذين لا تتجاوز أعمار البعض منهم الخمس عشرة والست عشرة سنة، وهم يعتبرون من أصغر المنتمين للفئة الضالة، الذين تم تجنيدهم في المملكة حتى الآن. والخطورة لا تكمن فقط في وجود خلايا إرهابية نائمة أو فعّالة في المملكة، ولكن الخطر الأكبر هو وجود جيل جديد من الأطفال الذين ينتمون لهذه التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي يؤكد بأننا لم نقم بما يكفي خلال السنوات الماضية للقضاء على الفكر المتطرف، حيث يتوالد عندنا جيل آخر من المتطرفين، ولكن البعض لا يرغب أن يواجه الأسباب الحقيقية للتطرف مرددين بأن هذا الفكر «دخيل علينا»، وكأننا نستبعد وجود لبنة للتطرف في مجتمعنا. فعند استبعاد وجود فكر أحادي إقصائي متشدد عندنا، في بعض المدارس والمخيمات الترفيهية ومنابر المساجد والجامعات وغيرها، فهذا لا يخدم حل مشكلة التطرف. ولن تجدي الحلول المتأخرة، لأنه من الصعب تغيير الفكر الذي تربى عليه شاب طيلة حياته. لقد كان التطرف في الماضي يضرب بعيداً عنا، ولم نهتم به كثيراً. وقد كان البعض لا ينكر العمل الإرهابي، إذ كان يضرب في مواقع لغير المسلمين وفي خارج المملكة، فقد ضرب كنائس ومعابد وسفارات أجنبية وغيرها. ولكن منذ بداية الألفية الجديدة أصبح الإرهاب يقترب أكثر فأكثر عندنا وأصبحنا نشعر به، ولكنه لم يكن قريباً من كل فرد، حيث كان يضرب أهدافاً حيوية محددة في المملكة .ولكن الإرهاب الآن خطا خطوة جديدة واقترب أكثر من كل فرد منا، فقد أصبح يضرب المساجد التي قد يرتادها أي واحد منا ولا نعلم أين سيضرب غداً، وقد يكون أي منا ضحية أي عملية إرهابية. صحيح أن شبابنا مستهدف من المنظمات الإرهابية لتجنيدهم في العمليات الإرهابية، ولكن ما لا يجب أن ننكره أن شبابنا لديه قابلية للانخراط في هذه التنظيمات المتشددة، أكثر من غيره، لكون بعضه متجرعاً لفكر متشدد لمدة كبيرة، وإلا لماذا الشباب السعودي بالذات يعتبر من أكثر الأهداف السهلة لتجنيدها من قبل المنظمات الإرهابية؟ علينا أن لا ننظر حولنا لحل مشكلة الإرهاب، بل يجب أن ننظر تحت أرجلنا، لإيجاد الحلول الناجعة له، فاليوم يوجد عندنا جيل جديد من الأطفال الصغار، وهم كالقنابل الصغيرة الجاهزة للانفجار في أي وقت، ولكننا لا نعلم أين ستنفجر غداً.! [email protected]