مكة أون لاين - السعودية من نعم الله على المملكة أن رزقها أصواتاً عاقلةً حكيمة، لا تشوشها الرياح المفاجئة، ولا تشوهها الحرائق ولو نالت طرفاً من ثيابها، ولا يجرمنَّها شنآن السفهاء ألا تعدل!ولعل أبرز هذه الأصوات الوطنية هو الدكتور/ توفيق السيف، الذي دأب المترجمون لسيرته الحافلة على وصفه ب(المعارض) في مطلع شبابه، في التسعينات الميلادية! والتاريخ اليوم يشهد بأنه لم يكن ينطلق من أزمةٍ شخصية، ولم يحمل حقداً طائفياً، ولم يؤجر عقله العظيم لمن يملأ فمه وينفخ بطنه!كل ما في الأمر كما تشهد الوقائع اليوم أنه أراد أن يُسمع صوته لقيادات وطنه، فلما لم يجد وسيلةً في إعلام (كل شي زين طال عمرك) الهاوي، اتجه إلى لندن (وليس إلى طهران)! ولم يلبث طويلاً حتى طرق صوته الصادق أذن الملك الداهية (فهد بن عبدالعزيز)، الذي استدعاه هو ورفاقه، واستقبلهم معزَّزين مكرَّمين، غير مدانين ولا مخوَّنين، وحقق في حياته بعض ما كانوا يأملون من دولة مدنية حقيقية، تنظر بعين العدل والمساواة لكل أبنائها، واعيةً بأنها تحكم (قارَّةً) مترامية الأنحاء مكاناً وإنساناً! وظل التوفيق يرفع صوته، بعد انفتاح الإعلام قليلاً، بفضل الملك (عبدالله) الذي قال ل(محمد حسنين هيكل) ردَّاً على تزييفه ومغالطاته «دولة تهزها الكتب ما هي بدولة»!ثابتاً (السيف) على منهجه الحر، مثبتاً أن الوطنية هي ما وحّدنا عليه الملك عبدالعزيز! وأن الإنسان (السعودي) مخلوق من طين هذه الأرض اللازب، وليس من مارجٍ من نار فتنة كلما أوقدها المتربصون أطفأها الله: مرَّاتٍ عديدة بدماء السنة، ومرةً بدماء شيعة الأحساء في (الدالوة)، وأخيراً بدماء شيعة القطيف في (القديح)!حيث صرح الدكتور (توفيق السيف) هاتفياً، أمس السبت، لقناة (فرانس 24) بأن مشكلة الشيعة ليست مع حكومتهم، ولم يغدروا من أمن بلادهم، الذي يشهد العالم كله ببسالته ونجاحه في محاربة المجرمين، حتى لقّب (محمد بن نايف) ب(عدو الإرهاب الأول)! وإنما مشكلة الشيعة والكلام للسيف مع هؤلاء الناعقين الصغار، الذين يكفرونهم ويحرضون عليهم، آمنين العقوبة؛ إذ لا وجود لقانونٍ يجرِّم الطائفية والتحريض على الفتنة! وهو الحل الوحيد في نظر الدكتور توفيق!