مكة أون لاين - السعودية عندما كنا نحلم بأن نصبح في مصاف الدول المتقدمة كأمريكا وألمانياواليابان وغيرها، كان الرد دوما أن هذه الدول سبقتنا بمراحل ويصعب اللحاق بها، ولكن عندما نجحت دبي فيما وصلت له اليوم أصبح الوضع محرجا قليلا فجغرافيا تقع في نفس المنطقة وعرقيا هم خليجيون مثلنا وإلى وقت قريب كنا متقدمين عليهم بفرق كبير في التجارة أو الصحة أو التعليم وكانت دبي تتمنى الوصول لما وصلت له جدة فقط. السؤال هو كيف استطاعت دبي تحقيق ذلك؟ كيف جعلت اعتماد ميزانيتها على البترول لا يتجاوز 5% فقط؟ كيف حققت نموا سنويا تجاوز 6%؟ كيف تجاوز دخلها القومي 400 مليار ريال سنويا؟ الإجابة ليست صعبة أبدا ومن درس التاريخ أو الإدارة أو الاقتصاد أو علم الاجتماع يستطيع الإجابة. الإجابة سهلة وفي كل مكان تجد الجواب ولكن دعونا نخوض قليلا في أهم الأسباب. أول الأسباب وأهمها هو وجود هدف وخطة واضحة للشيء المراد الوصول له. اليابان كان لها هدف واضح بعد الحرب العالمية وكذلك ألمانيا وسنغافورة وماليزيا. الخطوة الثانية هي إشراك المجتمع في هذا الهدف بحيث يساهم جميع أفراد المجتمع في تحقيق هذا الهدف. فكل مواطن وفرد حسب مجاله وموقعه يساهم بشكل مباشر في تحقيق هذا الهدف الذي نريد جميعا تحقيقه. فالبلدية تقوم بتنظيف الشوارع بانتظام دون تهاون لأن هدفنا أن تصبح مدينتنا أنظف مكان في العالم، ولا يرمي المواطن القاذورات لأنه لديه هدف أن تصبح مدينته أنظف مكان في العالم. وهكذا يشترك الجميع بشكل حقيقي في تحقيق الهدف. بعد تحديد الهدف وإشراك الجميع فيه، يجب أن يكون هناك نظام صارم للمراقبة وحازم لكل مخالف. الصين لم تكن لتصل لما وصلت إليه بدون نظامها الصارم، وكذلك الرقابة في اليابان فهي مخيفة لدرجة أن العديد ينتحر عند أقرب فشل خوفا من المساءلة والعار. دبي انتهجت نفس النهج فالنظام لديها صارم والشيخ محمد بن راشد لا يقبل بأنصاف الحلول والعمل معه مرهق فهو يسعى للكمال في كل مشروع. ولو عدنا لمثال النظافة فالرقابة وجودها أساسي في المعادلة فلا يكفي وجود الهدف وإشراك الناس في تحقيقه فنحن لسنا ملائكة وهناك المستهتر الذي يترك قاذوراته في المتنزه الجميل فلا بد من مراقبة أمثاله ومعاقبتهم، ولنا كذلك في ساهر خير مثال حيث اختصر لنا سنوات ضوئية من التوعية التي كانت تقوم بها الدولة في الشوارع والمدارس لخطورة السرعة ولكن دون جدوى. في غياب الهدف والرقابة تصعب عملية الإصلاح ولكن ذلك لا يمنع الفرد بأن يصلح نفسه ومن حوله وأن يحسن وينجز، كلٌ في مجاله حتى لو تأخرت عملية التنمية، ذلك أجدى من النقد ولوم الغير وجلد الذات.