عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية تواضع عند الفوز وابتسم عند الهزيمة، العقل السليم في الجسم السليم .. إلخ. أنتم بالطبع تعلمون أن هذه العبارات موجودة في الكتب فقط، وفي هذا العصر فإن الواقع يقول إن الرياضة والعقل السليم أمران لا يجتمعان، وهذا مشاهد وملاحظ، وأكثر ما تراه بوضوح في البرامج والمقالات والتغريدات التي تهتم بالرياضة والرياضيين! ثم إني بعد هذا سأتحدث عن العبودية .. والعبودية ليست قيدا من حديد فقط، وأن تكون عبدا فإن هذا لا يعني بالضرورة أن سيدك ومالكك إنسان مثلك بيده سوط يجلدك به وأنت تشعر بالتلذذ والسعادة لأنك نلت هذا الشرف العظيم كما يفعل أغلب العبيد في كل العصور. قد يكون «هواك» هو سيدك وإلهك ومعبودك الحقيقي، وقد تكون عبدا لشهواتك أو لرأيك أو لاعتقاداتك أو لعاداتك. ثم إنك وهذا مربط الدابة قد تكون عبدا لانتمائك الكروي، وهذا أمر يعد اليوم أبرز مظهر للعبودية التي لا يشعر بها المستعبَدون! أصبح المشجعون أو المحبون لكرة القدم قلة تكاد تندثر، الموجودون الآن هم عبيد الانتماءات، الذين يتخلون عن المنطق والحياد وعن مبادئهم التي يصمون بها آذان الخلق حين يتعارض ذلك مع انتمائهم الكروي. تجد واحدهم يتحدث عن الفساد وعن الظلم وعن الغيبة وعن كثير من هذه القيم الفاسدة ثم حين يدخل اسم «فريقه» في الموضوع يتحول من «مارتن لوثر كينج» إلى هتلر صغير يبرر كل خطيئة ويراها عين الصواب! والذين نشاهدهم على الشاشات وفي أعمدة الصحف يصرخون ويشتمون من أجل أنديتهم، ليسوا أكثر من عبيد لانتماءاتهم، يخلعون عقولهم قبل أن يتحدثوا، ويبررون الأخطاء حسب ألوان الفرق، يشتمون أكثر مما يثنون، ويكرهون ولا يحبون! الرياضة حرية، والتشجيع محبة، وكل ذلك من قبل ومن بعد لك «كمشجع» ليس أكثر من ترفيه. فكن حرا ولا تدع تشجيعك لفريق كرة قدم يستعبدك ويفقدك حريتك، وإنسانيتك!