الاقتصادية - السعودية لقاء الليلة غير كل لقاءاتهما السابقة؛ فالنصر والهلال مع اختلاف الطموح تظل النقاط الثلاث مطلبا مهما جداً، خاصة أن لها ما بعدها، فالفريق الذي حافظ على صدارته منذ بداية الموسم يوشك أن يفقدها الآن في المنعطف الأخير وقبل نهاية الموسم بجولتين، وحينها سيكون الهلال قد استعاد شيئا من قوته وكبريائه الذي تعرض لهزات وخسائر خلال الموسمين الماضيين، غير أن الجهد المبذول من بعض أعضاء الشرف وحضور فكر الأمير نواف بن سعد مع الإدارة الحالية جعل التوازن يعود للفريق وتتحسن نتائجه تصاعديا، وإن كان لم يصل إلى مرحلة القوة المطلقة التي تجعل الجميع يثق بعودة الزعيم لسابق عهده في قوته الفنية من ترابط بين الخطوط وقوة في دكة البدلاء. طموح الهلال الذي يتمثل في حرمان النصر من البطولة، يقابله في الجانب الآخر تصميم وقوة عزيمة على عدم التفريط بمكتسبات هذا الموسم، الذي قاتلوا فيه بقوة على كل البطولات؛ فغير مقبول الخروج قبل أن يظفروا بواحدة على الأقل، خاصةً تلك التي كانوا هم الأقوى وهم المسيطرون على صدارتها طوال الموسم، ولنسيان ما حدث من خروج مر في البطولة الآسيوية. تشكل عودة السهلاوي وعبد العزيز الجبرين عاملا إيجابيا في رفع الروح المعنوية لتصبح كما كانت في السابق، الأمر الذي يساعد على عودة الترابط بين خطوط الفريق، وتسجيل هدف الفوز الذي يعني تحقيق البطولة بنسبة كبيرة جدا. الفريق المتصدر يخشى من بدايات الفريق الصعبة التي يندفع فيها لاعبوه بغية تحقيق هدف، ومن ثم المحافظة عليه، والاستفادة من الهجمات المرتدة بعد ذلك، جرب الفريق هذه الطريقة، لكنها لم تنجح والسبب يعود لعدم قدرة المدرب على وضع تكتيك دفاعي مناسب يجعل مرمى الفريق في مأمن من أهداف الفرق الأخرى، ولقد كانت مباراة الأهلي خير دليل ومباراة الفيصلي كذلك، فالفريق يسجل ويتقدم لكنه لا يستطيع المحافظة على مرماه وحمايته من استقبال الأهداف، وهذا راجع لعدم قدرة المدرب على تبديل وتشكيل خطة الفريق حسب أحداث المباراة، فهو يجيد طريقة واحدة، كما يبدو ولا يملك القدرة على إحداث تغيير سريع وقت المباراة، أما الجار المتسلح ب "هيا تعال" فهو يعيش انضباطا تكتيكياً ظاهراً وفي تحسن من مباراة لأخرى، غير أن طريقة اللعب التي ينتهجها دونيس قد تسبب له إحراجا كبيرا متى تم تجاوز الساتر الكبير في خط الوسط، واللعب عن طريق الأطراف، بعد أن سمح لظهيري الجنب بالتقدم كثيرا في ظل غياب ياسر الشهراني، الذي يجيد التحرك للأمام والعودة بشكل سريع؛ فالسهلاوي يجيد اقتناص الفرص واللعب على أخطاء المدافعين.