* مال - السعودية منذ إيقاف برنامج التيسير الكمي من قبل الفدرالي الامريكي نهاية العام الماضي و لا حديث يعلو في الأسواق المالية على موضوع رفع الفائدة والتوقعات المصاحبة لذلك من التوقيت وتأثير ذلك على الأسواق. نفذ الفدرالي ثلاث جولات من عمليات التيسير الكمي بتسميات مختلفة منذ بدء الأزمة العالمية مع تخفيض متواصل للفائدة حتى اقتربت من الصفر. كل ذلك كان بهدف تحفيز الاقتصاد للتعافي والعودة الى النمو. قام الفدرالي بداية بتخفيف حجم برنامج التحفيز وشراء الأصول والسندات ثم أوقفه نهائيا، مما دل في ذلك الوقت على أن أعضاء الفدرالي أصحاب القرار يعتقدون أن الاقتصاد بدأ بالتعافي، ومن الطبيعي بعد ذلك أن تبدأ الفائدة بالارتفاع الى ان تعود الى نسب تعكس وضعا اقتصاديا متعافيا وصحيا. منذ الاجتماع الذي تم فيه الاعلان رسميا عن إنهاء برنامج التيسير الكمي الثالث، ينتظر المهتمون بالأسواق تلميحات حول الفائدة في تصريحات الأعضاء الرسمية وغير الرسمية وحتى الان تتلاعب جانيت يالين بالكلمات بحرفية عالية جدا بحيث تنتقل التوقعات من جهة الى اخرى بسرعة قياسية. نسمع عبارات وكلمات مثل "الصبر" و "التريث" و "عدم التسرع" و "فترة كافية" وغيرها من المصطلحات التي لا تعني شيئا بالفعل وكأن الاسواق المالية تنتظر دروسا في اللغة. يستعمل الفدرالي الأساليب المموهة في التصاريح والبيانات لسبب بسيط وهو أن أعضاءه لا يريدون أن يقولوا شيئا واضحا، و هم لا يريدون أن يقولوا شيئا واضحا لأنهم بالفعل لا يعرفون ماذا سيفعلون. لا مبالغة في كلامي هذا، فالفيدرالي يستمر في التأكيد أن رفع الفائدة سيتم عندما يصل الأعضاء الى قناعة بأن الاقتصاد في طريقه الى العودة الى وضعه الطبيعي عبر متابعة المؤشرات المالية والاقتصادية مثل النمو والتضخم والبطالة و غيرها من البيانات المهمة. واذا تابعنا تلك المؤشرات كما يفعل أعضاء الفدرالي فأننا سنلاحظ لنها تتأرجح منذ نهاية العام الماضي حتى الان. بل أن المثير من المؤشرات يعطي في السنة الحالية مستويات سلبية لم نشهدها من عدة سنوات. ماذا يعني ذلك؟ بكل بساطة يعني أن الأرقام التي ينتظرها أعضاء الفدرالي ليست موجودة حاليا ولا يوجد ما يوحي بأنها ستستقر على الإيجابية هذا العام، وبالتالي اذا التزم الفدرالي بتوجهاته فإن الفائدة لن ترتفع حتى إشعار آخر. لا أرى مشكلة جوهرية اذا تم تأجيل رفع الفائدة الى العام المقبل اذا كانت الإيجابية ستعود، لكن اذا استمرت المؤشرات تظهر بشكل سلبي في 2015، من يضمن أننها ستتحسن لوحدها في 2016. لا بل أكثر من ذلك أقول، هل سيبقى الفدرالي متفرجا على المؤشرات وهي تتأرجح أمام عيون أعضائه بدون أي بوادر تحسن؟ ما الذي عليه أن يفعله؟ تحفيز الاقتصاد من جديد؟ هل يعود الفدرالي الى ضخ الأموال من جديد و نسمع عن تخفيض الفائدة تحت الصفر بدلا من رفعها؟ الأفضل الفدرالي أن يراجع ما قام به منذ الأزمة العالمية لتقييم جدواه، وبكل تأكيد لن يقوم أي كان بذلك، لأنه او حصل لن يجرؤ أحد على إعلان النتائج. رئيس تنفيذي لشركة استثمارية – دبي ahmad_khatib@