عبدالمجيد الزهراني الوطن - السعودية إن كان هناك من نعمة نحمد الله عليها، في ثورات الربيع العربي، فهي تعرية كثير من الوجوه الإعلامية والثقافية. وجوه كثيرة، من ممثلين ومغنين وإعلاميين ومثقفين، كانوا في فترة من الفترات، يتغنون بالحريات ليل نهار، ويتمثلونها في أعمالهم وطرحهم، وحتى في أحاديثهم الصحفية والتلفزيونية، ومن بين ركامهم الكاذب كانت كوثر البشراوي. ظهرت المذيعة الشهيرة، كوثر، أول ما ظهرت، في ثوب المذيعة والإعلامية المثقفة، والتنويرية، وكانت فاكهة تلك الفترة بامتياز، فإضافة إلى أنها تحفظ كثيرا من أسماء الكتب والمؤلفين، وكثيرا من اللزمات والمصطلحات الثقافية المكرورة، كانت جاذبة للعين، من خلال مظهرها، وأناقتها الخارجية. هذا في الماضي الجميل والمزيف، أما في حاضر المثقفة كوثر البشراوي، فقد فاجأت الجميع، بظهورها عبر إحدى الفضائيات، وهي تمتدح زمرة بشار الأسد الإجرامية، في وضع مخجل وحقير، اختتمته بتقبيل الحذاء العسكري لجيش الطغيان السوري! هذا بالتحديد، هو النموذج الواضح لمثقفي الكلام، وهذه الصورة بالتحديد، هي صورة الإعلامي المبيوع من يد إلى يد، ومن حكومة إلى حكومة. الصورة السيئة تلك، تداولها مثقفون كثر بالتعليق في "تويتر"، غير أن أجمل تعليق قرأته، كان للشاعر والروائي السعودي عواض شاهر، إذ علّق قائلا: "يا ست كوثر. أحذية القتلة لا تفك أربطتها من أجل قُبلة، غدا ستدعس عليك".