الاقتصادية - السعودية نثرات الخميس - 16 استهلال: إن التعبير بالكلمات جوهر الإنسانية ولمعة وجودها ومسير حضارتها وصائغ فنونها، ومجذب أديانها وعقائدها.. إن التعبير جسر الإنسان للإنسان قلبا وإدراكا وعاطفة وعقلا. لكم أقف مرارا عند أروع تصوير مشهدي، روعة لا تضاهيها جميع روائع التعبير، وذلك في الآية التالية وهي مثل الأمثال في البلاغة وعظمة المشهدية: "الله نور السموات والأرض، مثل نوره كمشكاةٍ فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكبٌ دري.." الآية. أي ريشة رسام تستطيع تصوير هذا المشهد، أي عدسة تستطيع أن تلتقط مشهدا مثل هذا.. "نورٌ على نور". رسالة إلى ابنتي: "أريد أن أطل في عينيك، أن أحدقا أن ألمس الأعماقَ فيهما وأنْ أُحلّقا وأطلقُ الجناحَ في مَسرى الرؤى.. مغروْرقا فإن أتى الصباحُ مكنونا بنا.. وصفّقا تلفتتْ لكِ الدُنا، وماد كونٌ واستقى نافذتان لو نطلُّ، نبصرُ الوجودَ.. مُطلقا". موضوع: يسأل الشاب عليان الراجح: كيف نتعامل مع العالم الخارجي نحن الشباب كأفكار وطريقة حياة؟ عقلنا بطبيعتنا الخليجية ينزع بطبيعته للشمول والإحاطة. فالعقل الشاب يريد أن يقتبس من الدول الأخرى ما جد من الحضارات ليضمه لتراثه التاريخي، ويريد أن يتجاوز ذاته بنشر القيم الحضارية التي في تلك الدول. سبب الالتباس الفكري والتيه في البوصلة أن فكرتنا عن المحلية والوطنية غائمة. ولا بد أن تنتقل لتكون إيجابية تتطلب من كل فرد فهم واجبه الديني والوطني وواجبه الإنساني أيضا، فلا بأس بل مطلوب التعامل والتفاعل والتأثير والتأثر العالمي بشرط ألا ينزلق لما أسميه "العالمية السلبية" التي تقرر أن الإنسان لا يستطيع أن يكون بكامل الحرية العالمية إلا إذا تجرد من تمسكه بعقيدته، وإخلاصه لوطنه، ومن واجباته تجاه كل ذلك. - وبقي شيء ذكروني رجوتكم أن أفرد لكم يوما مقالا عن امرأة مسلمة عظيمة وذات ذكاء يسع القارة الهندية، وطموح يناطح قمم الهملايا كما وصفها المؤرخ الإنجليزي السير كلامبتون. ماتت "نور جيهان"، بعد ملحمة غيرت تاريخ الهند، في مدينة لاهور، يوم كانت لاهور هندية بمئات السنين قبل أن تتخلق باكستان.. وطلبت أن تدفن بجانب الرجل الوحيد الذي أحبته، زوجها جيهانجير.