عكاظ - السعودية أفاقت أمانة جدة على حرج كبير بعد أن قام مشجعون اتحاديون في جنح الليل بكتابة عبارة «جدة كدا .. إتي وبحر» على بوابتها الجنوبية نكاية بمشجعي النادي الأهلي الذين يرددون الاستئثار بمقولة «جدة كدا .. أهلي وبحر» ! والحقيقة أن جدة عظيمة بإنسانها وتاريخها ولا يمكن أن يستأثر بها أحد، لكن المسألة تعطي مؤشرا على مقدار التعصب الرياضي وتجاوزاته التي بدأت تؤثر في المجتمع بسبب بعض الإعلام الرياضي الذي اختطفه المشجعون المتعصبون ! لقد كتبت عدة مقالات على مدى سنوات أحذر فيه من العبث الذي يمارسه بعض المشجعين الذين ضلوا طريق المدرجات فتوجهوا إلى وسائل الإعلام ليتخذوا منها منصات لتشجيع أنديتهم بتعصب مستفز زرع بذور التعصب في زوايا المجتمع وأثر على الناشئة! لكن أي خطوات لكبح جماح التعصب في وسائل الإعلام لم تتم، ففاقد الشيء لا يعطيه، وبعض من لجأت لهم من المسؤولين الرياضيين والإعلاميين هم أنفسهم متعصبون مصابون بعمى ألوان أنديتهم المفضلة ولا يرون سواها، فأصبحت كالمستجير من الرمضاء بالنار ! التعصب اليوم تجاوز حدود رفع الأعلام وتطويع الإعلام وقتل روح التنافس الشريف إلى قتل أخلاق المنافسة نفسها، فلأول مرة أصبحت تهم بيع وشراء المباريات تتداول بين الرياضيين والجماهير كما لو أنها شربة ماء ! ولو أن طرفا حازما طالب كل من يوجه مثل هذه الاتهامات بأن يقدم أدلة أو يحمل مسؤولية اتهاماته لما شاهدنا هذا الانفلات والتشكيك في الذمم بلا أدلة ولا براهين سوى التنفيس عن آلام مرض التعصب ! مرة أخرى أدعو العقلاء للتدخل لتنقية الإعلام الرياضي من المتعصبين خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب رص الصفوف وتنقية النفوس، فالمتعصب مكانه المدرجات يحمل طبلا وعلما، أما الإعلام فهو مسؤولية وأمانة !