الشرق الأوسط اللندنية ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي يهرب فيها إرهابيو «القاعدة» من سجون اليمن. مجموعة من «القاعدة» هجمت على السجن الحصين في مدينة المكلا، وحررت من فيه من الإرهابيين، وعلى رأسهم القيادي القاعدي خالد باطرفي. قد يقال إن سبب هذا الانفلات، هو أن البلد في حالة فوضى ولا وجود للسلطة. غير أن ذلك ليس صحيحا، فهناك نهج مستمر في استخدام ورقة سجناء «القاعدة»، لحاجة في نفس صالح، لا يعقوب، فعلها من قبل ويفعلها الآن. منذ بداية «عاصفة الحزم» العربية الإسلامية، وهي تشكل ضغطا على الدعاية الصالحية الحوثية الإيرانية من خلفهم، ومفادها أن المواجهة في اليمن بين معتدلين وطنيين، يمثلهم الحوثي وصالح، و«قاعدة ودواعش»، يمثلهما بقية اليمنيين من خصوم هذا التحالف الغريب بين صالح والحوثي. ولكن ثبت أن تحالفا سياسيا عسكريا يضم السعودية ومصر والإمارات والأردن، مثلا، يستحيل أن يكون لدعم «الدواعش»، فنفس هذه الطائرات تقصف مواقع «الدواعش» في سوريا! ما هو الحل إذن؟ تخريب المشهد، وخلط الأوراق، عبر فتح ثقب في السجون، أو التغاضي عن ذلك، لعناصر «القاعدة» ليخرجوا للحرية، ويخطفوا القضية، ما يعزز الدعاية الحوثية الصالحية الإيرانية، ويحرج البقية أمام المجتمع الدولي، ويتم اختزال المشهد في اليمن، بين «القاعدة» من طرف، والحوثي ومن معه في طرف، وعند الحديث عن الإرهاب السني، يتحمس الإعلام العالمي، وينشط الساسة في الغرب للعمل. بالعودة لاستخدام ورقة السجناء القاعديين ل«دوزنة» المشهد اليمني، نتذكر محطات سريعة، بلمسات المايسترو، مراقص الثعابين: 14 فبراير (شباط) 2014 هرب من سجن صنعاء المركزي 29 شخصا من أهم عناصر «القاعدة»، ونشرت تقارير صحافية حينها عن وجود تآمر ما في هذا الهروب. فبراير أيضا، لكن سنة 2006، هرب ناصر الوحيشي زعيم (قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) من سجن صنعاء، مع 22 قاعديا. عملية الهروب الكبير هذه كان من «نجومها» 13 من المتهمين في قضيتي تفجير المدمرة الأميركية كول سنة 2000 بسواحل عدن، وناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ سنة 2002 بسواحل حضرموت. أهمهم جمال البدوي وفواز الربيعي. 11 أبريل (نيسان) 2003، جمال هذا قاد عملية هروب من سجن المنصورةبعدن ومعه 9 من القاعديين. دول تحالف العاصفة، ضد الحوثيين، وبنفس الدرجة ضد «القاعدة» ومشتقاتها، وليت ضربات التحالف «تركز» على «القاعدة» اليمنية، قبل نجاح التنظيم في النشاط مجددا، فالكل أعداء اليمن، وأعداء دول التحالف. هي تفعل ذلك، لكن ليتها تكثفه. قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من قبل، إن «القاعدة» والحوثيين، وجهان لعملة الخراب في اليمن. من أدلة هذا الميل للخراب، ما ورد، قبل أيام، أن جماعة الحوثي أطلقت زهاء 500 سجين من سجن الضالع لضمهم إلى الجماعة ضد «عاصفة الحزم». ما جرى بسجن المكلا مسلسل محفوظ، حلقاته الآتية معروفة. وقد قال المحضار، شاعر حضرموت الكبير: لا تعذبني وإلا.. سرت وتركت المكلا.