مكة أون لاين لا أحد يسعى للحروب فمنذ الأزل هي مكلفة ولكن على الرغم من ذلك تتجهز الدول وتدفع المليارات استعدادا لها، فهناك من يخوضها باحثاً عن الموارد الطبيعية وهناك من يضطر لخوضها دفاعاً عن نفسه وحفاظاً على أمنه. اتخاذ قرار الحرب لم يكن أبداً بالشيء السهل ولم يحدث أبداً بمعزل عن التكلفة الاقتصادية له، فالحروب تهلك ميزانيات الدول بشكل مرعب. فالمملكة تحملت الكثير في حرب الخليج الثانية ومصر منذ العدوان الثلاثي وحرب 1973 لم تعد لتنتعش اقتصاديا إلا بعد عشرين سنة وأمريكا شهدت أعلى مستويات للدين العام في تاريخها بعد حربي أفغانستان والعراق. سياسة المملكة الخارجية تدعو للسلم والحوار في جميع المحافل الدولية ولكن هذا لم يمنعنا يوماً من الاستعداد لمواجهة أي خطر خارجي فنحن نعي تربص الحاقدين ببلادنا لأسباب اقتصادية أو دينية، فكانت تقوية قدراتنا العسكرية من أهم استراتيجيات الدولة وذلك للحفاظ على أمننا وثرواتنا، فلم تبخل الدولة في الإنفاق على التسليح فحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS فإن السعودية تعتبر ثالث أكبر دولة في العالم صرفاً على تسليح جيشها بحوالي 300 مليار ريال سعودي ولم يتفوق على إنفاق المملكة في عام 2014 سوى أمريكا والصين. أما نسبة الصرف على التسلح للناتج المحلي فإن المملكة تعتبر الأولى على مستوى العالم. كل هذه الأرقام تعتبر رسائل مباشرة لكل من يفكر في زعزعة استقرار المملكة، وقد حاولت المملكة جاهدة حل أزمة اليمن بالطرق السلمية ولكن عندما تدهور الوضع وأصبح الحوثيون المدعومون خارجياً يهددون علانية بمعاداة السعودية والمساس بأمنها أصبح لا بد من عاصفة حازمة تضبط الأمور وتعيد للمنطقة استقرارها المعهود. فالوضع لم يعد يعني السعودية وحدها فحتى أمريكا وتركيا ومصر وباكستان وجامعة الدول العربية ضاق بهم الوضع ذرعاً في اليمن والتدخلات الخارجية فيه وقاموا بتأييد «عاصفة الحزم» فأمريكا أبدت استعدادها للدعم اللوجستي وأربع بوارج مصرية عبرت قناة السويس لدعم العملية العسكرية وتركيا أيدت السعودية وطالبت الجماعة الحوثية و»داعميها الأجانب» بالكف عن التصرفات التي تهدد السلام والأمن بالمنطقة. الوضع في اليمن كارثي فالبطالة في اليمن ارتفعت من 25% إلى قرابة 60% حاليا وحوالي 50% من الشعب اليمني لا يجد الطعام الكافي مع غياب تام للأمن، كل ذلك بسبب بحث الحوثيين وأنصار النظام السابق للعودة للمشهد السياسي بدعم خارجي على حساب أمن البلد واستقراره وعداء الجيران وخلق حالة من الفوضى. نسأل الله الاستقرار لليمن وأن تنجز هذه العملية العسكرية أهدافها بأسرع وقت وأن ينصر وطننا الغالي وأن يحفظ جنودنا البواسل وأن يديم علينا نعمتي الأمن والاستقرار.