عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية وللسعوديين مواسم هجرة تتكرر كلما لاحت في الأفق إجازة أو حتى بوادر إجازة، فلا يبقى في حدود الوطن إلا الذين لا يستطيعون إلى الخروج منه سبيلا، أما الذين يستطيعون فإنهم يملؤون المطارات والمنافذ الحدودية قبل أن تغرب شمس آخر يوم من الدوام، وبعضهم يستبق ذلك فيهاجر قبل موعد الهجرة. وغالبية السعوديين ممن يغادرون في الإجازات لا يبحثون عن أمور محرمة كما يشاع فأغلبهم عوائل محافظة يسافرون للبحث عن ترفيه بريء لا يجدونه غالباً دون أن تسبقه وعثاء السفر! أشياء سهلة وفي المتناول، يمكن أن تكون موجودة على بعد شارعين من المنزل الذي يقيمون فيه في الرياض أو جدة أو الدمام أو أبها أو أي مدينة من مدن المملكة، لكن هذا لا يحدث طبعاً.. في الإجازة يحاول الناس الخروج عن روتين الحياة اليومي، ولو فكر مواطن أن يسافر داخل حدود الوطن من باب التغيير فإن تكلفة ذلك ستكون أعلى بكثير من الخيارات التي تتوفر خارج الحدود، وليست التكلفة فقط هي الفارق الوحيد، بل حتى في التعامل وتوفر أماكن السكن والترفيه ونظافتها واحترامها لآدميته. الكلام أعلاه مكرر ويعيده الناس قبل كل إجازة، ومنذ بدأت الكتابة لهذه الصحيفة مرت أربع إجازات، وأذكر أني قلت مثل هذا الكلام أربع مرات، وسأعيده في الإجازات القادمة لأنه لن يتغير شيء.. وسيكون سعر الإقامة في شقة مهترئة تطل على محطة وقود وبنشر أغلى من سعر كوخ جميل يطل على بحيرة في سويسرا، وستستمر الاستراحات على الطرق السريعة نموذجاً على عذاب الدنيا وشدّة البلاء وقوة التحمل والصبر على المكاره! [email protected]