عبدالمجيد الزهراني الوطن - السعودية لا أعرف بكل أمانة، ما العلاقة بين عشرات الفضائيات الشعرية، وبين الشعر؟ سأعيد صياغة السؤال بشكل أوسع: ما العلاقة بين القنوات الفضائية المتخصصة بالموروث الشعبي، وبين الموروث الشعبي؟. الذي نراه في قنوات الشعر المتخصصة، ليس أكثر من كليبات لقصائد في منتهى السطحية والركاكة الفنية، وضعف الجودة الشعرية، والغريب في أمر تلك القنوات أن بعضها، إن لم يكن أغلبها، يقف على هرمها الإداري والتحريري، شعراء لهم خبرتهم في ساحة الشعر العامي الخليجي، ومع هذا فطرح القناة في قمة الرداءة الشعرية. في جانب الموروث الشعبي، التي تزعم هذه القنوات أنها تخدمه وتقدمه في أبهى صوره، لا نرى إلا عشرات الساعات من بث منقيات الإبل، فالموروث الشعبي في ذهنية القائمين على هذه القنوات، ليس أكثر من ناقة. بعيدا عن كل هذا الإسفاف الكبير، في قنوات الشعر والموروث الشعبي، ما زال الأمل كبيرا في تدشين قنوات متخصصة في الشعر والموروث، تُظهرهما في صورة أعمق، وتناولات تليق بالشعر والموروث كقيمة إنسانية أولا، وكقيمة فنية ثانيا، وإخراجه من هذه النمطية القاتلة التي نراها في الشاشات، ومن التسطيح الفكري الذي يُخجل من يراه، قبل من يُقدمه.