مكة أون لاين - السعودية هل يعاني أبناؤنا وشبابنا من تقديس الحضارة الغربية الاستهلاكية؟ أجزم أنها قداسة ملوثة لكل ما هو مادي لا يحقق الغايات السامية للسمو الإنساني. إنه أفق إنساني ضيق، غايته ليس السعي إلى الاحترام، بل هو تقديس يهدف إلى إشباع شهوات لا تشبع، وغايات بهيمية وغير مفهومة. إنه أفق إنساني يسعى إلى تكوين مصدر للطاقة النفسية القادرة على فعل الرفاهية والرفاه والدلع والتمتع بالحياة وبكل أشكالها. إنه تقديس بلا (ضمير) تقديس للثقافة الاستهلاكية التي تعيد تشكيل داخل الشباب للمبادئ الملهمة للرفاهية بكل أشكالها، بعيدة عن الانضباط الأخلاقي، ورافضة للقواعد المحفزة لخصوصيات الآخر. تقديس يتضامن طوعيا مع الاستخفاف بالمكتسبات العامة للوطن، والاستهتار بهيمنة مؤسسات الدولة. تقديس للثقافة الغربية الاستهلاكية وتجربتها الغريبة لإحلاله محل موقف ثقافتنا الإسلامية وأخلاقنا الرفيعة. تقديس للثقافة الاستهلاكية التي ترفض كل عمليات التنوير المرافقة لها مثل احترام حريات الآخرين، وفهم الحقوق والواجبات. تقديس لثقافة لا تحترم ولا تقدس النص الديني ولا تقدر العادات الاجتماعية. تقديس يخضع كل شيء في الحياة للممارسات الطائشة، التي ترفض استقرار المفاهيم الاجتماعية في السلوكيات أثناء الممارسة. تقديس للموسيقى والغناء الغربي دون فهم معاني كلماته، بل هو تقليد مصاحب لرفض الأخلاق والهدوء. هكذا يسيطر تقديس الثقافة الاستهلاكية الغربية لكل مركزيات حياتنا، ويتخطى كل ما هو معقول. تقديس يزدهر بالطيش والاستهتار واللا مبالاة. بهدف إشاعة (النشوة النفسية) لدى الشباب الذين يحبون كل ما هو استهلاكي عند ولادته ليموت مبكرا، دون التفكير الجاد في العقوبات أو العواقب المترتبة. جيل يقدس الاستهلاك ظل ينتظر بمدرجات الملاعب ساعات لمشاهدة مباراة دون احترام للأخلاق الرياضية، ويرفض أن ينتظر نصف ساعة بالمسجد لأداء صلاة الجمعة. جيل ينتظر ساعات بصالات السينما لمشاهدة فيلم، ويرفض أن يذهب لأداء صلاة العيد أو الاستسقاء أو المشاركة في تشييع جثمان ميت من الأقارب أو الأرحام، إنه تقديس يكشف ويعري الأشياء المنفصلة عن قيمنا ومثلنا، ويعري أفكار هذا الجيل المتناقضة مع أخلاق مجتمعنا. في رأيكم ما الحل!. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.