الاقتصادية - السعودية تستمر الصحافة في إتحافنا كل يوم بالجديد غير المعقول من التصرفات "اللامسؤولة" لمَن اقتنعوا بأنه لا عقاب فأمعنوا في مخالفة الأنظمة، ووضعوا أنفسهم فوق المواطن وتحدّوا كل التعليمات والملاحظات حتى كلام الناس. آخر التحف قدمتها صحيفة "مكة" من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأستغرب كيف ينعم شخص بجوار النبي الأمين ولا يتخذ من أخلاقه القدوة، ولا يسترجع حال المسؤولين الذين حكموا العالم من هذه المدينة المباركة وأوائلهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم. بل كيف يرضى شخص لنفسه أن يخالف تعاليم الدين ثم يسكن هذه المدينة التي هي معقل الإسلام ومنار الملة، والتي منها بدأت دولة الإسلام. إليكم الحادثة ولكم الحكم: قررت أمانة المدينة أن تنزع أملاكا لإنشاء الطريق الدائري المتوسط. وفي سبيل تنفيذ المشروع والإسراع بذلك، أخلت الأمانة جميع البيوت التي تقع على مسار الطريق بعد تعويض أصحابها. "تنح" البعض فقامت الشركة السعودية للكهرباء بتنفيذ تعليمات الأمانة بقطع التيار الكهربائي عن منازلهم. ثم جاء دور القوة الجبرية التي استخدمتها الأمانة في إخلاء المنازل التي بقي فيها سكان. إلى هنا والأمر عادي ويحدث في أي مكان في المملكة، إلا أن أحد المنازل بقي التيار واصلا إليه، وبقي فيه سكان ينعمون بالأمن في الذهاب والعودة لا يكدر صفوهم أحد. يملك المنزل مسؤول، وكان يسكنه قبل أن يخرج منه إلى منزل آخر، بقي المنزل يقاوم كل تعليمات الأمانة، ويعطل المشروع، ولسان حال صاحبه يتمنى أن تصله توسعة الحرم النبوي ليحصل على مقابل مادي أكبر، على الأقل هذا ما ذكره بعض جيران المنزل "المحظوظ". هل يستغرب أحد وجود مثل هذا الأمر ؟ أنا أجده مستغربا ومقرفا ودليلا على أن الحال وصلت إلى إعلان مخالفة الأنظمة من قبل المسؤول بمعنى أنه أمن العقوبة وذلكم هو قمة الفساد.لا أدري ما هي الإدارة التي يديرها المسؤول، لكنها فرصة لنزاهة وديوان المراقبة العامة وغيرهما من أجهزة الرقابة لكشف مخالفات أخرى. وعد المتحدث الرسمي لأمانة المدينة الصحيفة بتحري الأمر والتأكد من المعلومات والرد عليها "لاحقاً"، لكن المتحدث توقف عن الرد على مكالمات الصحافي ورسائله.