عين اليوم - السعودية المرأة السعودية العاطلة التي أتحدث عنها هي التي ليس لديها عمل أياً كانت الأسباب، ما لم يكن هناك سبب صحي خطير، فهي برأيي كائن لا يستحق الاحترام ولا الحب. تخيل معي كل صباح هناك ما يقارب 3.5 مليون إمرأة سعودية بالغة متعلمة تقضي وقتها في الفراش لأنها ببساطة لا تعمل ولا تدرس. نسبة الإناث تقارب 60% في الجامعات متفوقة على الذكور، ولكن بمجرد تخرجهن تهبط النسبة إلى 11% من مجمل القوة العاملة، هناك إمرأة عاملة واحدة مقابل 6 من الذكور العاملين في السعودية لذلك اصبحت المرأة العاملة عملة نادرة، والبقية يجلسن عاطلات بلا عمل. أحياناً تتأخر بعض الفتيات في الدراسة لأنها السبب الوحيد لإشغال الوقت وسبب مقنع للخروج من البيت، وبمجرد التخرج تتحول الحياة بالنسبة لهن إلى سجن. هذه الأرقام يعرفها بدقة وزير العمل، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا عن مشروع يتم طبخه الآن بين وزارة العمل السعودية وكلية كينيدي لشؤون الحكومة بجامعة هارفارد لإيجاد حلول لمشكلة عطالة المرأة السعودية، حتى الآن لم تبرز توصيات المشروع أو ملامحه. الشئ الذي أصر عليه في هذا المقال أن المشكلة هي المرأة العاطلة نفسها، يجب أن تشعر المرأة السعودية العاطلة أن كل صباح تقضيه بلا عمل هو إهدار لطاقة وطنية يمكن استغلالها، وإهدار لعقل يمكن الاستفادة منه. لكن الظروف ليست السبب، الكسل والاتكال على الآخرين هو السبب. لماذا العمل مهم؟ العمل مرتبط بالذكاء الاجتماعي. الإنسان الذي يعمل هو أذكى من الانسان العاطل، العمل يعني مشكلات صغيرة ومتتالية تحتاج إلى تفكير وحلول، العمل فيه محاولات من الموظف أن يرتقى السلم الوظيفي، أن يتعاون ويعزز علاقاته مع رؤسائه وزملائه ومرؤسيه، أن يتعامل مع زبائن ومراجعين، أن يواجه ضغوطات العمل ويرتب جدوله اليومي، أن يثقف نفسه ويحاول مواجهة تحديات التقنية والتطوير الاداري، وهذا كله يحتاج إلى تفكير ومراوغة وتحليل حتى وإن كانت مهمات العمل بسيطة. هذا ما يفعله الذكر والأنثى منذ عصر الكهف، الخروج ومواجهة الطبيعة والبحث عن لقمة العيش، ما يحدث الآن في السعودية أن رجل الكهف يخرج للطبيعة، والمرأة تتبطح بلا عمل في انتظار لقمة العيش. العاطلة لا تستحق الاحترام لأن أفكارها غير متجددة، ستجدها غارقة في سواليف طلاق وزواجات صديقاتها أو قريباتها، تتابع صور الكاب كيك والإكسسوارات الرخيصة في انستغرام، حتى حديثك معها غير ممتع وغير مفيد لأن عقلها مسجون بين أربعة جدران. وهي لا تستحق الحب لأنها فارغة، الفراغ يجعل من الانسان كائن مشوه الأفكار، غريب الطباع لا يحسن الاقتراب منه أو التلطف معه في الكلام، فتقوم بتفسير عبارات الآخرين وتصرفاتهم بمبالغة لأن لديها الكثير من الوقت للتحليل، ومع الوقت يهبط مستوى تفكيرها ووعيها.