عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية في اليومين الماضيين كان الحديث الأبرز هو الحديث عن «قيادة المرأة للسيارة»، والحديث عن هذا الأمر من عجائب أهل هذه البلاد، فهذه القضية تتكرر حتى يشعر المتابع وغير المتابع أن رأيه فيها ركن من أركان الإسلام لا بد أن يعيده مرة في كل عام حتى ولو لم يستطع إلى ذلك سبيلا. وبما أني من هذه البلاد المباركة فلا بد أن أدلو بدلوي فإني أخشى أن أموت قبل أن أتحدث عن هذا الأمر، وهو كما يبدو واجب على كل مواطن، وبالطبع فإن شرطي العقل والبلوغ ولحسن الحظ ليسا مطلوبين! الأمر ببساطة شديدة، إن كنا كما نقول عن أنفسنا شعب متدين محافظ يحترم خصوصيات الآخرين وآدميتهم أو على الأقل كنا كما كان العرب في الجاهلية وكما عبر عن ذلك الحقوقي المعروف عنترة: «وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يُواري جارتي مأْواها إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِماجدٌ لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها» إن كنا كذلك فلا خوف على المرأة من القيادة ولا من السير في الطرقات في أي وقت من أوقات الليل والنهار، خاصة أنه وكما يقال من قبل أهل العلم أن القيادة ليست محرمة في ذاتها ولكن فيما قد يترتب عليها.. أما إن كنا غير ذلك فلنعترف بهذا الأمر، ونحاول أن نعرف أسبابه ومن الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة من «الاستذئاب» وحين نجد الإجابات فلا ضير بعد ذلك أن يُمنع كل الناس من القيادة، وليس النساء وحدهن.. لا يستقيم أن نكون بكل هذه الملائكية ثم نخاف أن تُفترس امرأة لمجرد أنها غيرت مكان جلوسها في السيارة!