د. عامر بن محمد الحسيني الاقتصادية - السعودية قصة نشأة شركة طيران الإمارات قصة تدعو للفخر والاعتزاز. شركة في أقل من 30 عاما تحقق مكاسب عجز عن تحقيقها عديد من مؤسسات الطيران العتيدة. الحديث هنا لن يكون عن شركة الطيران بقدر ما كانت شرارة الانطلاق لإنشاء مؤسسة طيران الإمارات الخيرية The Emirates Airline Foundation عام 2003، وهي مؤسسة خيرية لا تهدف لتحقيق الربح بقدر حرصها على تحسين المستوى المعيشي للأطفال حول العالم وتحقيق الكرامة الإنسانية لهم بغض النظر عن مواطنهم أو انتماءاتهم. لا يستغرب وجود مؤسسة خيرية في بلاد الخليج، لكن تجربة أن تنشأ المؤسسة من رحم شركة ربحية هو الأمر الذي يستحق أن نقف عنده مطولا، ونتعلم منه الدروس والعبر. في سبيل تحقيق الشركة تطلعاتها في المشاركة الفاعلة من خلال المسؤولية الاجتماعية للشركة CSR، ورغبتها في منح المجتمع الإنساني جزءا من الاهتمام لبناء حياة مستقرة للأجيال القادمة، تركز الشركة أعمالها التطوعية في مجالات تقديم العون للأطفال حول العالم من خلال تأمين الاحتياجات الأساسية من الغذاء، والمسكن والصحة والتعليم. لا غرابة أن نقول إن هذه الشركة أصبحت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، حيث تصل لأكثر من 150 محطة حول العالم. تقدم خدمات المؤسسة التطوعية في هذه المنافذ بأيدي المتطوعين من موظفيها وأصدقاء الشركة الأم الداعمين لبرامجها الخيرية. تغطي برامج المؤسسة عديدا من الدول، وتؤكد أنها تستثمر في مستقبل الأطفال المحتاجين حول العالم. إضافة إلى ما تقدمة الشركة، فالمؤسسة تقبل التبرعات لدعم مشاريعها الخيرية حول العالم، وتؤكد استخدامها لما نسبته 95 في المائة من الدعم المقدم لمصلحة المشاريع الخيرية، مقابل اقتطاع 5 في المائة لتغطية التكاليف الإدارية والتنفيذية الأخرى. وتعمل المؤسسة في خدمة بلدان عديدة من بينها الهند، جنوب إفريقيا، سريلانكا، الأردن، بنجلادش وغيرها عديد من الدول الإفريقية. إضافة إلى تنفيذ جزء من مشاريعها في موطن الشركة الأم دبي. الشركة تتبنى عديدا من المبادرات الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية CSR لدعم نشاطها التجاري، وتحقيق الاستدامة Sustainability في مختلف المجالات التي ستعود بتحقيق الولاء والنماء للشركة، وتسهم في تفعيل وتحقيق أهداف المؤسسة الخيرية التي نشأت وتعمل على أيدي منسوبي الشركة بشكل عام والتي تضم أكثر من 57 ألف موظف من أكثر من 163 بلدا في جميع أنحاء العالم. هذه المبادرات المسؤولة من شركات ناجحة تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحقيق الاستدامة والنفعية من هذه الشركات للمجتمع المحيط، وللمحتاجين حول العالم. كم نحتاج إلى مثل هذه المبادرات في مجتمعاتنا المبنية على الاقتصادات العائلية والتي تأخذ أكثر مما تعطي لمجتمعاتها. [email protected] @i_JoLc