عكاظ - السعودية لم يكن نجوم الأخضر بحاجة للمساندة الجماهيرية الحاشدة كي يثبتوا وجودهم في كأس الخليج، بل على العكس من ذلك.. فقد كان غياب الجماهير ملهما لهم ومفيدا جدا حيث لعبوا دون ضغوط ولم يلتفتوا إلى ملاحظات أكثر من 20 مليون مدرب لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، هذه مشكلة المنتخب الأساسية فكل مشجع وكل إعلامي وكل محلل وكل عابر سبيل - بمن فيهم طبعا كاتب هذه السطور - يؤمن أن لديه تشكيلة في رأسه أفضل من التشكيلة التي اختارها المدرب وأن لديه خطة أفضل لتغيير مسار المباراة، ولحسن حظ نجوم الأخضر أن هؤلاء المشجعين المدربين غابوا عن المدرجات فلعب الفريق كرة قدم حقيقية ممتعة لم نعهدها مع منتخبنا منذ عدة سنوات. لطالما شكل جمهور الأخضر ضغطا على الفريق، خصوصا بعد إخفاقاته في السنوات الأخيرة، لذلك لا أظن أن منظر الملاعب الخاوية قد شكل عائقا أمام نجوم الأخضر بل على العكس من ذلك حفزهم على العطاء الرائق بعيدا عن ضجيج الجمهور وتخبطاته العاطفية، ومن بين الأمور اللافتة في مسألة الحضور الجماهيري أن هذه البطولة تأتي في وقت بلغ فيه التعصب للأندية ذروته العظمى وطغى الولاء للأندية على الولاء لمنتخب الوطن.. وهذا أمر مؤسف جدا.. وكان طيبو النوايا يناشدون جماهير الأندية أن يفعلوا للمنتخب نصف ما يفعلونه للأندية التي يتعصبون لها.. ولكن الأخضر أثبت بأنه ليس بحاجة لأحد.. ولا يناشد أحدا.. والرابح من وقف خلفه ليشجعه ويشهد انتصاراته في الميدان، أما متعصبو الأندية فليذهبوا في نزهة برية جماعية حتى تعود مباريات الدوري وليأخذوا معهم محلليهم البؤساء فليس هذا وقتهم.. بل وقت الأخضر. من غير المعلوم ما إذا كانت الجماهير السعودية سوف تملأ المدرجات في المباراة النهائية لكأس الخليج أم سيبقى حضورها محسوبا ولكن الأكيد أن غيابها كان فأل خير على الأخضر.. وسواء غابت أم حضرت الجماهير فإن الأخضر قادر بإذن الله على الظفر بالكأس رغم أنه يواجه العنابي القطري الخصم العنيد الذي عرف باستبساله الشديد أثناء لقاءاته مع منتخبنا.