عين اليوم - السعودية يعتبر الأرق انعكاسا طبيعيا للأشخاص الذين يعانون من الإخفاق الشخصي في التعامل مع النوم كحاجة للانسان، تحقق التكيف الحيوي والبدني والنفسي، فالنوم حاجة تختزل في صورتها المبدئية حاجات الإنسان الأساسية في الراحة والسكينة، ويمكننا اعتبار النوم الجيد دلالة على حسن التنظيم للحياة عموماً، كما أنه دليل على التنسيق المتزن بين الوظائف الحياتية المتنوعة والمختلفة، التي تفرضها صعوبات الحياة وتقلباتها المستمرة. ويجب أن ندرك بأن ارتباط النوم أو -المرحلة التي تسبقه – بعادات فكرية أو سلوكية سلبية هو المنتج الأساسي للأرق المزمن، فالأرق مشكلة يصعب تحجيم آثارها، لأنها في حقيقتها خطر يهدد الحاجات النفسية، التي تعتبر محفزات للعطاء والإنتاج والإنجاز، فمرحلة قبل النوم هي عادة الوقت الذي يخلو فيه الإنسان بنفسه. وفي حين أن البعض يدركه كلحظات استرخاء وتأمل. فهو عند البعض يعتبر تصفية حسابات لبعض الضغوط اليومية التي لم تعالج ولم تنته. ويعتبر استرجاع المواقف السلبية في الحياة قبل النوم، من أهم مسببات الأرق فتتحول عند بعض الأشخاص إلى كوابيس ليلية ترتبط بوقت النوم، كما أن هناك بعض الناس يعانون مما يسميه الطب النفسي اضطراب الفزع أو نوبات الفزع، وهي حالة تأتي في كثير من الأحيان عندما يكون الشخص بمفرده، وتكون مصحوبة بأعراض مختلطة من القلق والخوف مع توترات جسدية مهيمنة في تلك اللحظة تؤثر على راحة الجسم وصفاء الذهن مما يغير في شكل النوم وكيفيته وساعاته. ولا يخفى على أحد أن كثرة الانفعالات والشد والمشاحنات اليومية تؤثر سلباً على مزاج الشخص وهدوئه الداخلي، مما ينعكس على قابليته واستعداده الجيد والصحي للنوم، فيتسبب بشكل مباشر في حدوث الأرق، ويؤثر صخب الحياة اليومية وفوضى الأفكار والمشاعر وتراكم الأعمال على راحة الفرد بمستويات وأشكال مختلفة، تؤثر على استمتاعه بالنوم كذلك. كما يتجاهل البعض التجهيز الخارجي المناسب لمكان النوم، فلا يلتفت للضوضاء أو أريحية الفراش، مما يؤثر على وضعية الجسم، التي تنزعج من فوضى المكان وتقاوم الرفض بسلوك خارجي يظهر بصورة نوم غير صحي وغير مستقر، إن حاجات الإنسان قائمة على التكامل والشمولية لذلك فإن إهمال جانب يؤثر على باقي الجوانب حتى في حالة اكتمالها ووجودها. فوجود المكان المهيأ لا يكفي للنوم المستقر إذا كان الذهن يعج بالأفكار السلبية المتضاربة والمتكررة والملحة. ومجرد اعتقاد البعض أنه مصاب حتماً بالأرق وقناعته بعدم القدرة على التغيير؛ يعزز في ذاته الشعور بالخوف والقلق. ومما يعزز ويثبت من حالة الأرق، لذلك فإن أي خطوة لمعاجلة حالة الأرق هو التفكير العملي في تعديل أسلوب الحياة، وبالتالي تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بحالة التعود التي عود الإنسان نفسه عليها، ومع كل هذه الاحتمالات فإن معالجة الأرق تتمركز في فك الاشتراط بين النوم والمخاوف المرتبطة به. وجعل أجواء الليل لديك مرتبطة بمحبوبات النفس كمهاتفة صديق أو كتابة خواطر أو القراءه في كتب أو مقالات أو مواضيع شيقة وجذابة، مع ضرورة معالجة ومواجهة الضغوط اليومية بعقلانية ونضج وعدم تأجيلها وكبتها لتتحول لمآسي تتسبب في الحزن والخوف وبالتالي الأرق. وهناك أيضا طرق حديثة مثل التدريب على تمارين التأمل والاسترخاء، و هي من الفنيات العلاجية المناسبة جداً لمعالجة الأرق وما يصاحبه من أفكار ذهنية سلبية ملحة وتوترات جسدية تتصل مباشرة بتشتت الانتباه والتركيز.