أنحاء السعودية هل ستغير السعودية تشكيلة وزارئها ويعلن الملك عبد الله منتخباً تنفيذياً يقود الوطن لمرحلة أفضل في المرحلة المقبلة؟ هل الوضع الحالي مطمئن ومستقر ولا رياح قوية تلوح في الأفق؟ بنظرة سريعة للواقع السعودي يمكن قراءة التالي على عجل: السياسة الخارجية السعودية تعود لتكسب الجولة إقليمياً ودولياً. الداخلية والدفاع والحرس الوطني أصبحت الوزارات الأكثر تحديثاً وقرباً من الناس. وزارة الصحة في غرفة العمليات بنصف وزير. وزارة العمل تغير جلدها وتستنفر لحل ملفاتها الثقيلة أبرزها البطالة والعمالة المتخلفة . الأمير القوي خالد الفيصل يخوض حربين في حقيبة التعليم: صناعة تعليم جديد ومواجهة فكر نخر جسد التعليم لعقود. وزارة التجارة يقودها وزير غير نظرية أن التغيير صعب تحت مظلة الحكومة. وزارة الأسكان لا تعرف ماذا تريد أصلاً لتعلم ما يحتاج المواطن. والأهم وزارة التخطيط التي تغير وزيرها ولم نرى غير "النوم" حتى اللحظة. أخيراً وزارتين شاغرة الصحة والإعلام. هل هذا يكفي؟ الحديث عن تغيير وزاري في السعودية، صال وجال جعجة دون طحن، خصوصاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي غير مرة. وفي الوقت الذي كان يتوقع أن تكون تلك المواقع وبرامج الدردشات مثل واتس اب عوضاً عن الصفحة الأولى للصحف بنشر الأخبار العاجلة تحولت إلى بيئة خصبة لشائعات أشبه بكلام الليل الذي يمحوه النهار. ويبدوا أن تصريحات بعض الوزراء الذين لا يخرجون للإعلام إلا وقت أن يشأؤون. تحديداً هذه الفترة للحديث عن منجزاتهم ربما مؤشر على أن القيادة السعودية بالفعل ماضية نحو التغيير وتسربت للبعض أن الكرسي يهتز. فحديث وزير النقل مثلاً وتغنيه بمنجزات وزارة نفذت مشاريع بعضها تلف قبل أن يستلم من المقاولين والشؤون الاجتماعية التي يعتقد البعض لكثرة غيابها أنها ضمت لوزارة أخرى وغيرها من الوزارات ذات الأداء الهزيل في ظل ارتفاع وعي المواطن الذي لم يعد كما يعتقد البعض أنه يصرخ من أجل الصراخ لا أكثر. تريد أن تعرف واقع الحال اليوم اسأل كل من يعمل في مكتب شخص يحمل لقب "صاحب معالي" من الوزراء، رؤساء الهيئات، محافظين ومديري الجامعات. ستعرف أن حالة تشنج سائدة وكل الملفات التي تحتاج إلى حسم مؤجلة قبل شهر ربيع الأول 1436ه الذي تنتهي فيه معظم فترات الخدمة. السعودية اليوم وغداً ليست الدولة التي كانت في الماضي بكل المقاييس. هي بالفعل مرت بتقلبات وأزمات وأثبتت في كل مرحلة أنها القوية الراسخة إلا أن أي نجاح لا يأتي ضربة حظ خصوصاً بمقاييس إدارة الدول، بل بوضع خطط واضحة وخارطة طريقة تنفيذية أكثر وضوحاً. السعودية اليوم بإختصار: محاطة من الجهات الأربع، بتحديات وحروب وقودها جماعات متطرفة ومؤامرات دولية لا تهدأ. صراعات فكرية تتأجج بين حين وآخر. مؤشر بطالة مفجع. 250 ألف مبتعث ومبتعث حول العالم ويتوقع أن يبلغ عدد الخريجين العائدين إلى الوطن منتصف العام المقبل منذ بداية برنامج الابتعاث 35 ألف طالبة وطالب. كذلك الجامعات الملحية لا تتوقف بالدفع بمؤهلين في اختصاصات متعددة. أزمة اسكان هي الشغل الشاغل للشارع السعودي. معدل الموت على الطرق يرتفع صاروخياً. التعليم في مرحلة كسر العظم لبناء منظومة تعليمية جديدة. مخاوف تتزايد من أزمة مالية عالمية جديدة. والحديث الأبرز أسعار النفط التي أصبح صعودها وهبوطها مثل مؤشرات أجهزة العناية المركزة في المستشفيات. إذاً.. المرحلة المقبلة هي بالفعل الأصعب، والحل يكمن ببساطة في تنويع الطيف الإداري في المؤسسة التنفيذية السعودية مع الأخذ في الاعتبار تفعيل دور هيئة حماية النزاهة ومكافحة الفساد والمؤسسات الرقابية الأخرى. تمكين الشابات والشباب. ووضع خارطة طريق مفصلة بأهداف مؤرخة يجب أن تقول للأنسان السعودي البسيط هذه أهدافنا وسوف نصل إليها في هذا اليوم بالتحديد. أخيراً، حاسبونا. إن لم ننجز.