مكة أون لاين ما حدث في موبايلي مأساة وهو أقرب لفضيحة إدارية ومحاسبية، لكن دعونا نوضح الأمر ليسهل على الجميع فهمه. هناك مشكلتان رئيستان حصلتا، الأولى: أن الشركة أخطأت في احتساب إيرادات برنامج ولاء العملاء واكتشفت هذا الخطأ في بداية 2014 ولكنها للأسف لم تعلن عنه إلا بعد مضي 9 أشهر. موبايلي تقول إنها هي من اكتشف الخطأ وأبلغت المراجع الخارجي برايس ووتر هاوس كوبرز PricewaterhouseCoopers بأنها ستصحح هذا الخطأ من إيرادات عام 2014 وتقبل المراجع الخارجي الموضوع في أول الأمر ولكنه عاد وأبلغ الشركة في آخر شهر أكتوبر 2014 بأن هذه الطريقة غير سليمة وطلب الاستقطاع من إيرادات عام 2013. برايس ووتر هاوس من أكبر شركات المحاسبة والمراجعة في العالم ولكن ما حصل فضيحة يجب أن تشترك في تحمل تبعاته. كيف لك أن توافق ثم تفيق بعد عشرة أشهر وتطلب التعديل بحجة أن الطريقة غير سليمة؟ طبعا هذا أدى لتعديل نتائج موبايلي لهذا العام ولعام 2013 أيضا، فعام 2013 حققت موبايلي 6.6 مليارات ريال أرباحا صافية ولكن بعد هذا التعديل أصبحت 5.9 مليارات ريال. ماذا عن توزيع الأرباح الذي حصل لعام 2013؟ وماذا عن مكافآت التنفيذيين لعام 2013؟ هل سيتم تعديلها أيضا؟ أم ستتم معالجة الأزمة من أموال المساهمين فقط؟ المشكلة أو الخطأ الثاني: هو عدم جاهزية شبكة الألياف البصرية للاستخدام بشكل كامل ورغم ذلك سجلت إيرادات عقد تأجيرها وأرباحها البالغة 1.2 مليار ريال. هكذا فجأة اكتشفت أن المشروع لم ينته وأن الشبكة غير جاهزة، أليس هذا من أكبر مشاريع موبايلي؟ أين إدارة المشاريع وأين المتابعة؟ هل يعقل فعلا أن الإدارة العليا ليس لديها علم وسجلت الإيرادات والأرباح عن جهل؟ أم أنها تعمدت ذلك للتعجيل بارتفاع الأرباح؟ موبايلي خسرت بسبب هذه الأخطاء أكثر من 10 مليارات من قيمتها السوقية خلال الأسبوع الماضي فقط وسهمها خسر كل مكاسبه وارتفاعه خلال آخر سنتين! ما حصل أمر محزن، فموبايلي شركة قيادية ويضرب بها المثل في الاحترافية وتطوير الأعمال وتحقيق النمو. موبايلي التي رفعت من مستوى الخدمات المقدمة في قطاع الاتصالات، التي أجبرت الاتصالات السعودية على تحسين خدماتها، التي رعت الأندية ودعمتها، التي ساهمت في خدمة المجتمع، التي وظفت السعوديين والسعوديات. موبايلي نموذج جميل، أتمنى أن تعود أقوى، ولكن قبل ذلك أتمنى ألا تضيع حقوق المساهمين.