عين اليوم - السعودية الرياضة مفهوم واسع يشمل حركة الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته، وترتكز في أساسها على قوة الإدراك والوعي الذاتي أكثر من ارتكازها على القوة البدنية كما يظن أغلب الناس. ولكننا في مجتمعاتنا العربية حجمنا الرياضة حتى صارت مجرد لعبة وفريق، في حين أن الرياضة فرضت نفسها على العالم أجمع بكافة أشكالها ، بل وأثبتت تفردها وأهميتها، حيث نجد أن هناك رياضات نقلت بلادها الى العالمية وصار لها اسم مدوي بسبب فريقها. واللاعب آحيانا يملك تأثيرا أقوى من الداعية نفسه ولو كان الداعية أكثر فضلا في ذاته ، الا أن تأثير اللاعب على الشباب قد يكون أكبر وبالتالي لا بد من تأهيل اللاعب ليكون في مستوى القدوة للشباب نفسيا وحضاريا، فاللاعب فكر مستقل بحد ذاته واذا جئنا الى التعصب الرياضي نجد أن البنية النفسية المجتمعية دفعت البعض الى التصديق بدور الشعوذة والسحر في الملاعب والألعاب، وهو مبرر يعمل كحيلة دفاعية لتبرير الخسارة أو تخفيف الضغط النفسي عن اللاعبين والمشجعين بحيث يحيل الخسارة الى قوة غير موجودة ولا يمكن منافستها ومن هنا وجب تقييم اللاعب ومعتقداته قبل نزوله الى الملاعب. لفد تم تربية الطفل على فكرة الفائز والمهزوم وهو يمثل سيكولوجية البقاء والتي لا تتحقق الا بالانتصار. أما الفكرة الأخرى فهي سيكيولوجية الإنتماء وهي حاجة أساسية للانسان ذكرت في هرم ماسلو واذا لم يملأها الإنسان بشيء اتجه الى ملئها باللاعبين والمنتخبات والأندية الرياضية. اللاعب استثمارا وطنيا يجب أن تتم رعايته وتأهيله بشكل أكبر ، فنحن نجد أن رعاية الشباب والرياضة تخدم الرياضة فقط ولم تخدم الشباب نفسه، ولم تلب الحاجات عنده فهناك حاجات نفسية غير مشبعة لدى الشباب أو حاجات مشبعة بافراط وهو يؤدي الى التعصب لدى محاولة اشباعها. وهنا وجب أن نجعل اللاعب مشروع من حيث تأهيله بالمهارات النفسية الكافية ، و يجب أن يتربى اللاعب على الموضوعية بحيث ينقل رسالة معينة من خلال لعبه ، ويوجهها الى الشباب الذي يعتبر الشريحة الأكثر تأثرا. ولا ننكر بأن نضج الإنسان السعودي ارتفع بشكل أكبر وبدأ يهتم بوظيفته وعائلته أكثر وباتت الرياضة وسيلة تعبيرية ، فالتعصب في نظري في تناقص لا في ازدياد لكن تعدد وسائل الاعلام جعلنا نظن العكس