مكة أون لاين - السعودية يصعب الحديث عن واقع المرأة السعودية دون الحديث عن المجتمع السعودي في حد ذاته، بتفرعاته واختلافاته وتنوع فئاته الاجتماعية وأقاليمه الجغرافية، فكلاهما إلى حد كبير مرآة للآخر. ومع كل حدث تكون المرأة فيه طرفاً، نشهد تمظهر رؤى مختلفة تصل إلى حد الخصومة، رأينا ذلك في قضية تعيين عضوات مجلس الشورى، عمل الكاشيرات، قيادة المرأة للسيارات، انتهاء بالأمور المتعلقة بالترفيه "كالسينما، وحضور السعوديات للملاعب" ونتيجة لهذا الجدل الطويل، توصلنا إلى حلول بديلة، منها سفر الأسر السعودية إلى بلدان مجاورة لممارسة ما هو محظور في مجتمعها حتى لو كانت الإجازة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أيام! أنا هنا أتساءل؛ ألا يوجد لدينا ترفيه كافٍ يمكن أن يجذب هذه العائلات حتى في إجازتها القصيرة؟! انظر إلى التناقض القائم الآن في قضية بسيطة تخص المرأة السعودية وهي قضية "دخولهن إلى الملاعب" الاتحاد السعودي لكرة القدم أخيراً صرح بأنه سوف يسمح للمشجعات الأستراليات بالدخول لاستاد الملك فهد لحضور المباراة النهائية (إياباً) التي يستضيف فيها الهلال منافسه ويسترن سيدني، بينما لن يسمح للمشجعات السعوديات بالحضور ! لكن يستطعن حضور مباريات الهلال (ذهاباً) في سيدني، كما حصل في مباراة الهلال والعين في الإمارات، حيث كان حضور المشجعات السعوديات ملفتاً للجميع. هذا التناقض العجيب الذي يعيشه المجتمع في بعض قضاياه هو من يخلق النزاع والتناحر بين تيارات المجتمع خصوصاً في القضايا التي تتعلق "بحقوق المرأة" بل أصبح عند بعض التيارات المتشددة "فوبيا" عجيبة من المرأة يعسر هضمها. اليوم المرأة السعودية خطت خطوات واثقة لإثبات ذاتها محلياً ودولياً، هذه الخطوات الواثقة تحولت إلى إنجازات برهنت فيها للعالم مدى ما وصلت إليه من تقدم ورقي وما تمتلكه من قدرات علمية وعملية في جميع مجالات الحياة. وما بين الفينة والأخرى نسمع إنجازاً جديداً تضيفه لنا المرأة السعودية، وتخطو به إلى العالمية، رغم اتساع دائرة الإحباط والتضييق عليها سواء في بعض مفاهيم العادات والتقاليد الاجتماعية الباهتة أو حتى بعض الأنظمة التي تعيق عمل وتقدم المرأة. ومن أراد أن يستأنس ويفخر بما تقوم به المرأة السعودية، أنا أدعوه إلى متابعة حساب "مبدعات سعوديات" في تويتر، سوف يقرأ أخباراً سارة لنماذج نسائية تثلج الصدر. أنا أعتقد أن هناك قضايا اجتماعية عالقة تخص "حقوق المرأة" نأمل من صاحب القرار البت فيها حتى يفض هذا النزاع، فقد أضحت قضاياها لقمة سائغة يلوكها القاصي والداني على أمور حسمتها المجتمعات منذ عشرات السنين.