مكة أون لاين - السعودية تناقلت الصحف والمواقع الالكترونية خلال اليومين الماضيين تصريحات للمتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم عدنان المعيبد، قال فيها إن الاتحاد الآسيوي يلزم الأندية المستضيفة لبطولاته القارية بالسماح لمشجعي الأندية المنافسة بحضور المباريات، بغض النظر عن هوياتهم ذكورا أو إناثا، خصوصا إذا كان الوفد رسميا، وأنهم سينفذون قرارات الاتحاد وسيسمحون بدخول المشجعات الأستراليات إلى ملعب المباراة الذي سيستضيف نهائي أبطال آسيا بين الهلال السعودي وويسترن سيدني وانديريرز الأسترالي مطلع نوفمبر المقبل بالرياض. حقيقة لا أرى مبررا لمثل هذا النوع من التصريحات، فليست المرة الأولى التي تحضر فيها المرأة الأجنبية إلى الملاعب السعودية ولن تكون الأخيرة، فقد كان لها حضور بارز منذ العام 1989 عندما استضافت 4 مدن سعودية نهائيات كأس العالم للشباب، تلى ذلك حضورها في العديد من المباريات والبطولات التي كان طرفها أندية أو منتخبات أجنبية، كما حدث في مباراة المنتخب مع الأرجنتين الودية بنوفمبر 2012. المفارقة أن يأتي تصريح المعيبد عن دخول المشجعات الأستراليات وهو أمر مفروغ منه، فيما كنّا ننتظر منه أن يتطرق لمسألة دخول السعوديات للملعب، وهو الموضوع الأكثر أهمية، خاصة ونحن نشاهدهن بحشمتهن ووقارهن في ملاعب دول الجوار، كما في مباراة الهلال والعين الأخيرة بالإمارات. شخصيا أعلم جيدا أن هذا الأمر أكبر من الاتحاد السعودي لكرة القدم ومتحدثه الرسمي أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولكن لدي قناعة راسخة بأن تعثر أي مشروع في بلدنا سببه الإدارة المشرفة عليه. بمعنى أن القائمين على الرياضة السعودية لو أنهم نجحوا في وضع الآليات التي تضمن وجود مساحات مخصصة للنساء في الملاعب، وتحديد أماكن للدخول إليها والخروج منها، وتوفير أقصى درجات الخصوصية لهن، فإن صاحب القرار لن يتردد يوما في الموافقة على دخولهن إلى الملاعب. ولكن طالما أنهم يديرون وجوههم عن القضايا الحساسة أو التي يعتقدون أنها حساسة، وينتظرون من الآخرين أن يحركوا المياه الراكدة من حولها، فإن برامجهم ستتوقف طويلا في طابور الانتظار حتى يحين دورها. في ظني أن مسألة السماح للنساء بالدخول إلى الملاعب الرياضية ليست بأصعب من قضية عملهن في المراكز التجارية كبائعات أو كاشيرات أو موظفات استقبال بالمستشفيات أو فنيات في المختبرات أو طبيبات في العيادات وغرف العمليات، وهي أماكن تتقاطع جميعها بشكل مباشر مع الرجال. ولكن الفرق أن هذه القطاعات قيض لها مسؤولون نجحوا في تسويق أفكارهم بشكل خلاق، واضعين أمام صاحب القرار كافة السلبيات المتوقع حدوثها عند التطبيق والحلول التي سيتخذونها لتلافي ذلك، بما يكفل لهذه الفئة من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي وإنساني، وهو ما قد تم إلى حد بعيد، وأصبح وجودهن أمرا واقعا لا ينكره إلا جاهل..فهل يعمد مسؤولو الرياضة ذات النهج أم ينتظرون من الآخرين أن يخوضوا معاركهم بالنيابة عنهم؟ [email protected] alnowaisir@