الشرق - السعودية تشغلني دائماً بأحلامها ورؤاها وتوقعاتها الوردية عن مستقبلنا معاً؛ هي لا تعلم أنني مازلت في مرحلة التجريب والانتخاب المرتبك لأجود الأحلام التي تليق بعينيها، وأنفاسها، ووحي شفتيها.. شغفي بها هو ما يمنعني دائماً من اليأس والانصراف المبكر عن هذه الدنيا؛ حلمي فقط أن أترك لها وردة حمراء ورسالة كُتبت بقلم رصاص، وصورة لشفتين لا تعرفان الملل. حينما تتهيأ لافتراسي بأشهى الكلمات والعطور، والملابس القديمة التي تعلم أني أحب؛ أتهيأ لاشعورياً للاحتراق.. أحاول إقناعها أنني لا أتحمل أبداً هذا الافتراس الفوقي اللذيذ، ولا تلك المواويل الساحرة المنفلتة؛ لكنها كما يبدو ولدت كي تستعمرني وتُلغي حدودي المصطنعة ثم تتركني عاصمة من خراب. أرجوها في كل ليلة أن لا تتعلق بأهداب الكلمات وأن تأخذها على ظاهرها كما يقول الفقهاء الملغمون بهيبة الأسئلة؛ بريئة لم تصدق بعد أن كل الرجال يجيدون كتابة الشعر حينما يرون امرأة، ولكنهم نادراً ما يصدقون، وأنا واحد منهم ساعة العسف والزحف واحتضار المساء بموعد كاذب. الزوجات الغاضبات من أطيب النساء، ولكنهن يمارسن الشفقة العنيفة والحب المشتعل.. افهموا الغاضبات دون لوم ولا تعنيف أو وجل؛ فثمة مفتاح غير متوقع يطفئ اللظى واللهيب ويأتي برائحة المطر. أيتها الشغوفة برسائل العشاق نامي قريرة الفؤاد فسيأتيك خراج الحنين؛ لقد كنت أبداً ولا تزالين على قائمة الاشتياق الحلبي الأعلى، ولكن: «أتت الظروف وفرقتنا فجأة.. وبلا وداع أبعدتني عنك» أنا لا أشبه السندباد، ولا جواهر أو لآلئ في يميني؛ بل أنا محاصر كهذه الأرض الطيبة.. أسبح في جوف تمرة، وأمر على المرايا كي أتأمل وجوه الجميلات من باب التسلية. فارقصي على جمر المعاني كما تشائين؛ فلن يشتعل الفستان أبداً من وحي الكلمات.