مكة - السعودية من الصور التي أحتفظ بها منذ سنوات صورة أرسلها لي رفيق درب، الساخر إبراهيم الزنيدي لأحد «التشاليح»، وفكرة الصورة هي في اسم المحل: «تشليح الأحلام». ماذا لو كان هناك محلات بالفعل لبيع الأحلام المستعملة التي لم يعد أصحابها في حاجتها، أو تلك التي لم يحسنوا استخدامها؟ فكرة وجود تشليح لبيع الأحلام فكرة تستحق التأمل، حين تفقد القدرة على الحلم توجه لأقرب تشليح وبع عليهم حلمك، أخبرهم أنك لم تعد في حاجته، وأنك لم تعد قادراً على تحمل تبعات وجود هذا الحلم، قل لهم إنك بعت حلمك لأنك لم تعد متفرغاً أو لأنك تظن أن العمر أقصر من أن يحتوي حلمك. ولأنه «تشليح» فسيقبل حتى الأحلام المعطوبة، الأحلام التي لم تعد قادرة على التحول إلى حقيقة أو لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي!. مثل هذا المحل سيسهم فعلاً في أن تقل «تكلفة» الحلم. ستجد حلماً بأن تجد وطناً خالياً من الفساد، قرر صاحبه أن يستغني عنه واستبدله بحلم مستخدم بأن يصبح فاسداً لأنه حلم أسهل وأكثر واقعية. بإمكانك أن تجد حلماً حلمه أحدهم بأن كل أولئك الذين يتصارعون ويصمون أذن الوطن بالصراخ هدفهم فعلاً أن يكون الوطن أجمل، واستبدله بحلم رخيص كان صاحبه يحلم أن يكون أداة تبيع المبادئ من أجل مصالح ضيقة وآنية وخاصة جداً!. ستجد أحلاماً خاصة، وأحلاما عامة. ستجد من كان يحلم بأن غائبا سيعود، ومن كان يحلم بأن يجد سريراً في مستشفى، ومن كان يحلم بأن يجد مسكنا، ومن كان يحلم أن يجد وطناً، ومن كان يحلم بأن يكون قادراً على الحلم! خذ ما يناسبك من الأحلام الرخيصة المستخدمة التي يمكن أن يستوعبها عمرك الباقي. وبع أحلامك ليجربها غيرك!