عين اليوم - السعودية في السعودية تذهب النسبة الكبرى لمهن المرأة العاملة إلى وظيفة واحدة وهي التعليم، أكثر من نصف مليون إمرأة سعودية يعملون كمعلمات في المدارس العامة و الخاصة والجامعات، لكن ماهو الأثر المعرفي والثقافي لهذه الكتلة في المجتمع؟ تقريباً لا شئ. مدارسنا آخر مكان للإبداع، بمجرد أن تنتقل المعلمة إلى المدرسة القريبة من منزلها تتحول إلى كائن مسخ غير مبالٍ، تغرق المعلمات في عالم غريب وسري أهم مكوناته هو السواليف وسحر الشغالات وحكايات الزواج والطلاق وقطة الجمعية ووصفات الأكل السريعة وأبرز محلات التسوق والخياطة في المدينة، آخر حصة تدريبية تحصل عليها المرأة المعلمة هي في آخر سنة لها في الجامعة، ثم تُترك تدبر رأسها بلا دورات على رأس العمل أو فرص للتطوير المهني والأكاديمي، وبالتالي عقل أي معملة الآن يفتقر لأي فكرة جديدة، المهمة الأساسية للمعلمة الآن هي أداء الحصص برتابة لمدة 40 سنة، ثم البحث عن فتيات جميلات ليخطبهن أحد أقاربها، ثم انتظار الراتب وتمضية المساء في نشر الشائعات في وآتساب، وهكذا تنتهي الدورة الطبيعية للمعلمة السعودية، تحدث مع أي معلمة في أي مكان في السعودية وبشكل عشوائي، اسألها ماهو آخر كتاب صدر في مجال تخصصها؟ ماهي وسائل التعليم والعقاب الجديدة التي تعرفها أو استخدمتها؟ متى استخدمت الانترنت دون أن تتصفح منتديات "حواء" أو "مملكة المرأة"؟ اترك كل هذا، تحدث مع أي معلمة لمدة خمس دقائق عن أي موضوع ثقافي أو اجتماعي؟ عن رأيها في الربيع العربي مثلاً؟ أو استخدام المراهقين لشبكات التواصل الإجتماعي؟، ستجد أنها تهتم بالفنانة أحلام أكثر من التنمية، وتعرف الكثير عن سجلات الزواج والطلاق في حيها ومدينتها أكثر من أخبار مهمة في مجال تخصصها، تهتم بحفلات الأطباق الخيرية وطرق تحضير ورق العنب أكثر من استحداث أفكار جديدة للمهنج الغير صفي. فصيل المعلمات في مجتمعنا تحول من أداة للتنوير ورمز للمعرفة إلى كائنات تنتظر الراتب كل شهر وتفرغ مواد التحضير في عقول الطالبات كل صباح بلا رغبة ولا نكهة.