الاقتصادية - السعودية واكبت منظمة الصحة العالمية حالة الهلع التي أصابت العالم بفعل وباء "إيبولا" المتفشي في غرب إفريقيا، وأعلنت أن الوباء يشكل حالة صحية طارئة على المستوى الدولي تتطلب ردا استثنائيا للحيلولة دون انتشاره. إعلان حالة الطوارئ لم تستخدمه منظمة الصحة العالمية مع مرض "كورونا"، الذي أرعب السعوديين خلال الأشهر الماضية، ما يعني أن "إيبولا" أشد خطرا منه، فنسبة الوفاة بسببه تتجاوز 90 في المائة بحسب تقارير لمنظمة الصحة العالمية التي أكدت في تقريرها أمس أن تفشي مرض إيبولا يعد الأوسع مدى والأطول زمنا في التاريخ، واصفة إياه بالخطير للغاية. في جدة توفي مواطن بفعل "إيبولا" كان للتو قادما من سيراليون في رحلة عمل، ورغم خطورة المرض إلا أن وزارة الصحة اكتفت بالكشف على درجة حرارة عائلته المختلطة به والمكونة من زوجته وثلاث من بناته. تقول زوجة المتوفى "أم سارة" في حديث ل "الاقتصادية"، إن أربع سيدات من وزارة الصحة زارن المنزل بعد وفاة زوجها، واقتصرت الزيارة على قياس درجة الحرارة فقط، بدون أخذ عينات أو طلب مراجعة المستشفى. مثل هذه الحالة المرضية الخطيرة التي تحذر منها منظمة الصحة العالمية، وتعلن من أجلها حالة الطوارئ كان يفترض على وزارة الصحة أن تتعامل بشكل مختلف مع "القلق" الذي أصاب أم سارة وبناتها الثلاث كما قالت في حديثها ل "الاقتصادية"، ويزيد شقيق المتوفى على حديث زوجة شقيقه قائلا "لم تطلب وزارة الصحة عزلنا، وأنهم في العائلة يعيشون في حالة حزن وخوف". هذا الإجراء المتمثل في الكشف على درجة حرارة المختلطين بالمتوفى في جدة بفعل مرض "إيبولا" ربما يكشف لنا "سر" انتشار بعض الأمراض الوبائية لدينا، فالإجراءات الاحترازية لا تعتمد على خطة بل تحتاج إلى تعامل فعال كما جرت العادة في كل أمر يهم المواطن. التدخل الفوري لمحاصرة الأمراض واتخاذ الاحترازات الضرورية لمنع انتشارها من صميم عمل وزارة الصحة.. والأمل كبير أن تقوم الوزارة بهذا الدور على أكمل وجه خاصة بعد تغيير الوزير.