استيقظ السعوديون أمس، على نبأ حصد فيروس "إيبولا" لضحيته الأولى على أراضي البلاد، وذلك بعد أقل من 24 ساعة عن إعلان وزارة الصحة اكتشاف أول حالة اشتباه بالإصابة. دفع هذا التطور المفاجئ في مسار الاشتباه إلى اتخاذ السلطات الصحية قرارا سريعا لاستدعاء من كانوا على متن الرحلة كافة، التي قدم عبرها المواطن إبراهيم الزهراني من دولة سيراليون. وألقى عبدالعزيز الزهراني شقيق المتوفى اللوم على الفريق الطبي التابع لأحد المستشفيات الخاصة بجدة، واتهمه بالتهاون والاستهتار في متابعة الحالة، مما تسبب في تأخر اكتشاف المرض الذي أودى بحياة إبراهيم. وطالب الزهراني وزارة الصحة بالكشف السريع على جميع أفراد أسرة المتوفى، وكل من رافقه خلال مرضه، كاشفا أن فريقا طبيا من الشؤون الصحية حضر لأخد معلومات عن العائلة، وقياس درجة الحرارة لبعض أفراد الأسرة دون أن يأخذ أية عينات، فيما رفضت الوزارة تسليم العائلة الجثمان، وأخبرتهم بأن البلدية هي من ستتولى تجهيزه للدفن. في الوقت الذي أعلن فيه الفريق الطبي المعالج للمواطن إبراهيم الزهراني المشتبه في إصابته بفيروس "إيبولا" أمس نتيجة توقف قلبه، ألقى شقيق المتوفى عبدالعزيز الزهراني اللوم على الفريق الطبي التابع لأحد المستشفيات الخاصة بجدة تحتفظ "الوطن" باسمه واتهمه بالتهاون والاستهتار في متابعة الحالة، مما تسبب في تأخر اكتشاف المرض الذي أودى بحياة إبراهيم. ونفى عبدالعزيز أن يكون إبراهيم قد تناول إي أدوية قادت إلى تدهور صحته، وقال إن الوضع الصحي لشقيقه تفاقم بعد عودته بيومين من سيراليون، ومكث في مستشفى خاص يقع في شمال جدة لمدة يومين ثم تم تحويله لمستشفى الملك فهد بقرار سريع وفوري من قبل وزارة الصحة. وأضاف أن الفريق الطبي التابع لمستشفى الملك فهد تعامل مع الحالة باحترافية، وتم منع اختلاط المريض بأقاربه وتم عزله ومتابعته في غرفة منفصلة. وطالب الزهراني وزارة الصحة بالكشف السريع على جميع أفراد أسرة المتوفى، وكل من رافقه خلال مرضه، كاشفا أن فريقا طبيا من الشؤون الصحية حضر لأخد معلومات عن العائلة وقياس درجة الحرارة لبعض أفراد الأسرة دون أن يأخذ أي عينات. وأكد أن وزارة الصحة منعت تسليم الجثمان لأسرته، وأمرت بالتحفظ عليه وأخبرتهم أن البلدية ستتولى تغسيله ودفنه وفقا للشروط المتبعة لمثل وفيات الحالات الفيروسية والوبائية ومن المحتمل أن يكون الدفن ظهر اليوم. وكان إبراهيم الزهراني، الذي يعمل مسعفا جويا، قد أدخل لقسم العزل بالعناية المركزة في مستشفى الملك فهد بجدة أول من أمس، بعد أن ظهرت عليه أعراض الحمى النزفية بعد عودته من رحلة عمل إلى سيراليون في 22 من رمضان الماضي. إلى ذلك، بدأت وزارة الصحة من خلال فريق الصحة العامة، ومنذ الإبلاغ عن الحالة، بتتبع خط سير المريض منذ سفره وقدومه إلى المملكة، ليتم حصر كافة الأطراف الذين كانوا على اتصال مباشر به منذ ظهور أعراض العدوى عليه، لوضعهم تحت الملاحظة الطبية. وأرسلت الوزارة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية عينات المريض لعدد من المختبرات الدولية المعتمدة، للكشف عن إصابته بفيروس إيبولا من عدمها. وعلمت "الوطن" أن اجتماعا تم بين مسؤولي وزارة الصحة بالمملكة، ومندوبي منظمة الصحة العالمية بجدة أمس لبحث طرق مكافحة فيروس "إيبولا". وتوقع ممثل منظمة الصحة العالمية، والمندوب الدائم لها بالمملكة الدكتور حسن البشري أن يكون موسم الحج آمنا، مستبعدا ظهور أي إصابات بفيروس إيبولا خلاله، وقال ل"الوطن"، إن "المملكة بدأت في منع تأشيرات الحج عن الدول التي يضربها الوباء، واتخذت إجراءات احترازية لمكافحته، ومنظمة الصحة العالمية تتعاون وتتشاور مع وزارة الصحة بالمملكة، لمنع انتشار الفيروس، وعقدنا اجتماعا أمس، تناولنا فيه الترتيبات الواجب اتخاذها للحيلولة دون وصول الفيروس مع أشخاص قادمين للحج". وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت على لسان المتحدث الرسمي لها طارق جاسر فيتش أن لجنة مكونة من اختصاصيين وأطباء دوليين ستقرر غدا ما إذا كان الفيروس يمثل قلقا طارئا ودوليا، أم لا. وقالت المنظمة في بيان أمس، إن عدد الوفيات بفعل تفشي فيروس إيبولا في دول غرب أفريقيا ارتفع إلى 932 بعد وفاة 45 مريضا في الفترة بين الثاني والرابع من أغسطس الجاري.