الوطن - السعودية من روعة وجمال شهر رمضان المبارك وروحانيته، أن كل شيء فيه يتغير، المساجد مليئة بالمصلين، الناس يزورون أقرباءهم، تكثر الأعمال التطوعية من تفطير للصائمين في الشوارع وغيره، حتى سفرة الطعام في رمضان مختلفة، وعدد ساعات العمل قليلة، أما إعلاميا فالإذاعات تتفوق على الفضائيات. لماذا تتغير منهجية بث الإذاعات خلال شهر رمضان من ناحية المحتوى؟ في رمضان تكمن البرامج المفيدة التاريخية منها والمعاصرة، كذلك الحوارات الفكرية وتلاوات القرآن الكريم، إضافة إلى الفقرات الطبية والاجتماعية القصيرة، لماذا تغيب هذه الآلية عن البث الإذاعي بعد رمضان، ويعود الأثير إلى "السماجة" من البرامج والأغاني التي لم يعد لها قيمة بسبب تكرارها؟ أما الفضائيات وبما أنها تعتمد على عنصر الصورة، فإن مضمونها متشابه إلى حد ما قبل رمضان وبعده، خاصة تلك القنوات التي تعتمد على المسلسلات، فهي تحاول تقديم البرامج المختلفة في الشهر الفضيل، لكنها واقعة في شراك التكرار على صعيد الأفكار والتناول والأشخاص، حيث البكائيات بأشكالها كافة، فشكرا لتكرارهم حتى نتابع غيرهم. لذلك أقترح على الإذاعات أن تعيد قراءة سياساتها بشأن المحتوى بعد رمضان؛ بمعنى أن تستمر على مستوى بثها من التنوع البرامجي الذي يعزز المعرفة في مختلف المجالات، أما الفضائيات فعليها أن تعتمد منهجية "الفلترة" في رمضان، وأن تحاكي مشاعر المشاهدين في الشهر الكريم، كنقل صلوات التراويح، وتقديمها بأسلوب مشوق، سواء قبل الصلاة أو بعدها، أو أنها تنظم ساعات البث لبرامجها المهمة، حتى تتوافق مع أوقات الفراغ، وليس تزامنا مع أوقات العبادة.