مكة أون لاين - السعودية الجهود التي تبذلها الدولة في الحرمين الشريفين كبيرة جدا، ومكلفة كثيرا، ونتائجها عظيمة في خدمة المعتمرين والزوار، وهذه حقيقة لا يعرفها السعوديون وحدهم بل يعرفها كل مسلم شرفه الله بالعمرة أو الزيارة، فالخدمات الموفرة على مدار أربع وعشرين ساعة تستحق التقدير والإكبار والإشادة، وهي خدمات تتطور عاما بعد آخر، أما الجهود للعاملين على تلك الخدمات فهي تتضاعف في المواسم، في رمضان والحج. العاملون هؤلاء في مختلف الخدمات يحتاجون نظرة استثنائية فيما يتعلق بساعات عملهم، سواء كانوا من العاملين في القطاع الأمني، أو الإرشاد، أو النظافة، أو الصيانة، أو جلب وتوزيع ماء زمزم، أو غيرها من الخدمات وما أكثرها. يوم الجمعة الماضي، نشرت الصحف توجيه مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج بتقليل ساعات العمل لرجال الأمن العاملين في شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام، وهو في نظري توجيه مهم، فالحر شديد، والعناء كبير، وهو عناء لا يخص رجال الأمن وحدهم، بل يشمل جميع من يعمل في الحرمين الشريفين، وإذا كانت إنتاجية العاملين أمثالهم في مختلف القطاعات لا تعادل خمسين بالمائة من ساعات دوامهم، بل أقل من ذلك بكثير، فإن هؤلاء العاملين في الحرمين لا مجال أمامهم للراحة لحظة واحدة طيلة ساعات دوامهم، ولهذا أرى إذا كانت ساعات الدوام في رمضان تنخفض إلى ست ساعات في كل قطاعات العمل، فإن هؤلاء العاملين في الحرمين يستحقون أن تخفض ساعات دوامهم إلى أربع ساعات فقط، وهذا سيساعدهم على التركيز والعطاء الأفضل، سيما وهم يتعاملون مع مختلف الجنسيات وعملهم لا يحتمل تأجيلا ولا راحة ولا انتظارا، فكل خدمة يجب أن تؤدى في لحظتها وبكفاءة، وإذا كنا نطالبهم بحسن التعامل مع الزوار والمعتمرين، فلا بد أن نخفف عنهم طول وقت العمل لتبقى نفسياتهم في أفضل أحوالها، فهم في النهاية بشر، وصبرهم وتحملهم له حدود، والشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس رئيس شؤون الحرمين خير من يقدر ذلك، وهذا لتذكيره فقط.