الشرق الأوسط - السعودية في ظل الأخبار المزعجة عن نهر الجنون المتدفق في العراق وسوريا واليمن والصحراء الكبرى وليبيا، باستفحال الإرهاب، يصبح البحث عن خبر مبهج كالبحث عن نبع ماء في أرض جرداء. بعيدا عن التفسير السياسي، والقبض على المؤامرات هنا وهناك عما يجري في العراق وسوريا، ومن صنع داعش، ومن يقاتل داعش، وأين هم السنة، وأين يقف الشيعة، وماذا عن دولة الخلافة الموعودة على يد القتلة المرضى. بعيدا عن الاحتقان الطائفي وحمل المعممين للسلاح، في حضرات «العتبات المقدسة» دفاعا عما يتوهمه الواهمون، يقف السؤال القديم الجديد: من أين أتى هؤلاء؟لك أن تجيب كما تشاء، ولكن لا تغفل أن هؤلاء الانتحاريين والمحتقنين، هؤلاء المعممين بالعمائم السود والبيض، الذين يشحنون الشبان والأغرار، هم جزء كبير من وجود المشكلة. المجتمعات الإسلامية الآن في أمر مريج، وفتنة عمياء، وابتذال للدين في معارك السياسة والمصالح، والأهم من هذا كله «إشغال» للشباب، الذين هم وقود هذه المعارك، في أمور هادمة وقاتلة. الشباب هم الثروة الحقيقة للدول، وحينما يتم الاستفراد بتشكيل وعيهم، وإشغال وقتهم من تجار الدين والحروب، تصبح الكارثة مضاعفة والخسارة فادحة. حتى تجفف منابع التجنيد وتمنع سماسرة الدين والحروب من حرق هؤلاء الشبان في محارق الجهل والتعصب، يجب عليك إيجاد البديل النافع والصحي. الفنون، والعلوم، والتعليم، والرياضة، هي خير مجالات تحول طاقات الشباب من نار تحرق إلى نور يشرق. من أجل ذلك كله، كان أمر الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخير بإنشاء عدة ملاعب رياضية على مستوى السعودية من الأدوية الشافية والعملية، التي تكافح بها ثقافة «القاعدة» والاستدعاش، وأقول الاستدعاش وليس داعش، لأن داعش «حالة ثقافية» لا مجرد جماعة مقاتلة! الخبر مبهج ومفرح، ودلالته ذكية، وتوقيته مؤثر. تقول وكالة الأنباء السعودية إنه «امتدادا لحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، بدعم الرياضة والشباب الذين يحظون بمكانة في نفسه الكريمة، فقد أمر بإنشاء أحد عشر استادا رياضيا على أعلى المواصفات والمعايير العالمية، على غرار ما تم إنجازه ولله الحمد في مدينة الملك عبد الله الرياضية في مدينة جدة، ولكي يتسع كل منها لخمسة وأربعين ألف متفرج، وذلك في كل من: المدينةالمنورة، والقصيم، والمنطقة الشرقية، وعسير، وتبوك، وحائل، والحدود الشمالية، وجازان، ونجران، والباحة، والجوف». المواعظ حول خطر الإرهاب ومشكلة الغلو، وانحراف «الجماعة الضالة» لا تكفي ولا تشفي، وأحيانا من يعظ هو نفسه يحتاج إلى من يعظه! وقد قال الحكيم من قبل: خذ ما تراه ودع قولا سمعتَ بهِ - في طلعة البدرِ ما يغنيك عن زحلِ ما يجري على الرياضة يجري على الفنون، المسارح، الغناء، الرسم، السينما، كلها مسارب منعشة تمر من خلالها تيارات الطاقة الشبابة الفوارة. من أجل ذلك يحارب المستدعشون الرياضة والثقافة والفنون.