الحياة - السعودية لا تخلو شبكات التواصل الاجتماعي من استخدام البعض لها بشكل غير سوي أو على الأقل بشكل مسيء، إلا أنه وفي مشهد مميز لتوظيف التقنية بشكل جيد وبالأخص في ما يخدم زملاء مهنة المحاماة، من المناسب أن أذكر واقعة حدثت الأسبوع الماضي عندما تعرّض محامٍ زميل أثناء توجهه إلى المحكمة لحضور جلسة قضائية هو وكيل المدعي فيها إلى حادثة سير مفاجئة منعته من الوصول إلى المحكمة، ما يعني أن دعواه ستتعرض للشطب وفق ما يقضي به نظام المرافعات، في هذه الحالة يجد المحامي نفسه مضطراً للاستعانة بأحد زملاء مهنته لإبلاغ القاضي باعتبار قربه المكاني أو وجوده داخل المحكمة ذاتها ليحيط المحكمة بتعرض زميله لحادثة السير، ليتفضل القاضي برفع الجلسة من دون تقرير الشطب وإلى حين تقديم الزميل تقريراً رسمياً بما حصل له. هذه الواقعة ليست من نسج الخيال، بل هي واقعة تبادلها زملاء المهنة في مواقع التواصل الاجتماعي المغلقة، مؤكدين ترابطهم في ما يرتقي بالمهنة ويحقق الصالح العام، وغيرها كذلك من الملتقيات الدورية التي يتبادل فيها الزملاء المعرفة ويتطارحون فيها الرأي ويتشاورون فيها ويقدم كل منهم خبرته ويتناقلون النافع والمفيد. للأمانة وبكل صدق، لقد استفدت من تلك المجموعات المهنية المميزة في طرحها ومناقشتها وتبادلها لأدق العقود وأوضح نماذج العمل، ربما حطم زملائي الكرام في هذه المهنة نظرية كنت أسمع عنها كثيراً تتعلق بتحاسد أصحاب الصنعة الواحدة بل أكثر من ذلك، إذ سادت بينهم روح التنافس الشريف والتعاون المثمر، ولم أجد أي شح في بذل العلم والمعرفة والخبرة التي هي رأسمال المحامي وتصويب الخطأ وتقديم النصيحة. * محامٍ، ومستشار قانوني. [email protected]