أكد الشيخ عبد الله العثيم رئيس المحكمة الجزئية بجدة أن مهنة المحاماة مهنة عظيمة وذات رسالة سامية تشارك القضاء في الوصول إلى العدل، مشيرا إلى أن قوة القضاء واستقلاليته دليل على قوة الدولة ورسوخ أركانها. وطالب المحامين خلال مشاركته في الندوة التي نظمها نادي الأنظمة في جامعة الملك عبد العزيز تحت عنوان “أهمية ومكانة المحاماة في العمل القضائي” بمركز الاقتصاد الإسلامي أول من أمس، بأن يكون لهم باع ومعرفة بالفقه الإسلامي، الذي يراعي مصالح الجميع، حيث يتميز عن القانون الوضعي بالثبات ومرونة في التطبيق، مؤكدا على أهمية أصول الفقه للمحامي، لافتا إلى ضرورة اطلاعهم على الأنظمة المنظمة لحسن سير القضاء. من جانبه، أوضح الشيخ عبد اللطيف الحارثي القاضي بديوان المظالم دور المحامي أمام القضاء الإداري، مبينا أن مهنة المحاماة تتعلق بشكل أكبر برعاية حسن سير المنظومة العدلية وحفظ الحقوق والحريات، مشيرا إلى أن نظام القضاء الإداري يقوم أساسا على المرافعات التحريرية، مما يجعل عنصر المفاجأة مستبعدا لأي من طرفي النزاع كما في المرافعات الشفهية، مطالبا المحامين الذين يترافعون أمام القضاء الإداري بالاهتمام بالصياغة والتحضير المسبق للمرافعة والقراءة النهمة. وأشار إلى أن مهنة المحاماة مهنة علمية، وفن رفيع تقوم على المعرفة المتجددة، مشيرا إلى أن التأهيل الكفيل بأداء المحامي لمهنته بكل اقتدار وكفاية يعد من الوسائل التي تكفل استقلال مهنة المحاماة. بدوره طالب الشيخ حمد الرزين، القاضي بالمحكمة العامة بالرياض، المحامين بإعادة الهيبة لمهنة المحاماة من خلال الاهتمام بقضاياهم، والالتزام بمبادئ العدالة والمساواة والاستقلال والنزاهة، مؤكدا أن مهنة المحاماة لها ثقل لا يعنيه إلا من يدرك أهميتها. واعتبر الدكتور محمد القحطاني، المشرف على نادي الأنظمة، أن المحاماة صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب ضد الساعين بالفساد في الأرض، مضيفا أنها من التعاون على البر والتقوى، مطالبا المحامين بأن يكون هدفهم الأول هو القيام برسالتهم في إحقاق الحق ونصر العدالة. وثمن القحطاني مشاركة أصحاب الفضيلة في الندوة، معتبرا أن حضورهم أعطى رسالة مفادها انفتاح القضاء على المجتمع وحرصه على نشر الثقافة الحقوقية بين أفراد المجتمع والقيام بواجبه تجاه أبناء وطنه لا سيما الطلاب بقسم الأنظمة. من جهته، أشار المحامي ماجد قاروب إلى أن ولاة الأمر حفظهم الله أدركوا شأن المحاماة العظيم فسنوا لها نظاما يُعرف بالمهنة وشروط مزاولتها وينظم واجبات المحامين وحقوقهم ويحدد إجراءات تأديبهم، مفيدا بأن المحاماة والقضاء صنوان لا يفترقان. وأضاف أن رعاية وزير العدل للمحامين وتواصله معهم في اللقاءات المنتظمة التي يحضرها أصحاب الفضيلة القضاة، يعد تقديرا عظيما لمهنة المحاماة والمحامين، لافتا إلى أن هذه اللقاءات تمثل فرصة للتناصح بين شركاء العدالة.