الحياة - سعودي احتفت المملكة العربية السعودية في يوم السبت ال26 من جمادى الآخرة بالذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم، احتفاء بأعوام - ولله الحمد والمنة - مليئة بالعطاء والإنجاز، وتدشين كثير من المشاريع التنموية والتعليمية والصحية، ليعود نفعها على هذا البلد وأهله. في الذكرى التاسعة نحتفي بولي أمرنا الذي بايعناه على السمع والطاعة في غير معصية في المنشط والمكره، اعتقاداً ندين الله به، والتزاماً بما جاء في كتاب الله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»، وفي صحيح مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية»، وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«ومن يبايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة فؤاده، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر». وفي صحيح مسلم عن عرفجة بن شريح - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أتاكم وأمرُكم جميع يريد أن يشق عصاكم، و يفرق جماعتكم، فاضربوا عنقه كائناً من كان». هذه النصوص التي درسناها في مقرراتنا التعليمية، وحفظناها من كتب التوحيد والحديث التي تتهم اليوم بأنها تخرج الإرهاب والتطرف، هذه الدعوى التي لا تستند على بينة وبرهان، بل هي صدى لكتابات المتطرف اليهودي توماس فريدمان عن مناهجنا الدينية التعليمية. هذه المناهج التي خرّجت الوزراء والسفراء والأطباء والعلماء من أبناء هذا الوطن المبارك، فما الحصانة التي جعلت ملايين الخريجين لا يتأثرون بها في حين تأثر قلة؟ وكيف استطاعت هذه المناهج أن تخرج تطرفين في آن واحد؟ ثم ما السبب في وجود جماعات إرهابية في بعض الدول العربية والإسلامية مع أنها لم تدرس مقرراتنا التعليمية؟ ليس ما سبق يعني أن مناهجنا لا تحتاج إلى تطوير، بل هي بحاجة إلى تطوير كامل شامل قائم على دراسة موضوعية متخصصة نافعة من علماء يريدون مصلحة أوطانهم، لا من أصحاب أجندات ينفّذون ما يملى عليهم، ويرددون ما يتلقفونه من الأعداء من دون بينة. في ذكرى البيعة التاسعة نرفع رؤوسنا كسعوديين بمواد نظام الحكم الأساسي للمملكة الذي لا يوجد في أية دولة أخرى، والذي لا تخلو مواده من الاعتزاز بالدين والعقيدة، والذي يعلن في أول مادة من مواده «المملكة العربية السعودية، دولة إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولغتها اللغة العربية...»، وفي مادته السادسة «يبايع المواطنون الملك على كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره»، وفي مادته السابعة «يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة»، وفي مادته التاسعة «الأسرة، هي نواة المجتمع السعودي، ويُربّى أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية، وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله، ولرسوله، ولأولي الأمر، واحترام النظام وتنفيذه، وحب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد»، وغيرها من المواد المباركة التي لا يحاربها إلا كاره لدينه ووطنه. في ذكرى البيعة التاسعة ما زلت أذكر ما قاله الطحاوي، ونحن ندرس العقيدة الطحاوية في الجامعة في مادة العقيدة: «وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلَاةِ أُمُورِنَا، وَإِنْ جَارُوا، وَلَا نَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ، وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرِيضَةً، مَا لَمْ يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَالْمُعَافَاةِ»، وطلابنا - بإذن الله - سيظلون يدرسونها، ويعتقدون بما فيها ويلتزمون بما جاء في نظامنا الأساسي للحكم. وفّق الله خادم الحرمين لما فيه مصلحة الوطن وأهله، وأدام على بلادنا عقيدتها وسيادتها. * داعية، وأكاديمية سعودية.