مكة أون لاين - السعودية الصفر نقطة جيدة للانطلاق، والعودة إليه في كل مرة أمرٌ فيه بعض وفاء، والكتابة على كل حال مثل الإنفلونزا، لا أحد يدعوها ولكنها تأتي، ولا أحد يستطيع التخلص منها ولكنها تذهب..! أكتب لأني أريد أن أكتب، ولمآرب أخرى ليس من ضمنها أني أريد إصلاح الكون، لأني مؤمن تماما أن "النفخ في الصور" هو الإصلاح الوحيد الحقيقي المنتظر.. كان جبانا مثلي ذلك الذي قال يوما إن "الكلمة أقوى من الرصاصة"، ومنذ ذلك اليوم والجبناء أمثالي يحبون هذه العبارة ويرونها متكأ مريحاً كلما أرادوا الثرثرة، وهم يعلمون أن الكلمة ليست أضعف من الرصاصة وحسب، بل وأضعف من مقص الرقيب..! وفي البدء كانت الكلمة، ولكنها بقيت هناك ووصل العالم إلى هنا بقليل من الكلمات وكثير من العمل.. ولعل النصيحة الأولى والنصائح كلمات التي أقولها لمن يقرأ، لا تصدق أمثالي ممن يمتهنون الكلام، ويصورون لك أن الحياة ستكون أجمل وألطف لو كانت كما يكتبون، فالكاتب هو ذلك الذي يحاول إقناعك أن القطار يمكنه العبور من ثقب إبره، بينما هو ذاته عاجز عن الدخول من الأبواب المشرعة.. فلنتفق إذن.. هذه الزاوية لا هدف لها إلا توزيع الفائض عن حاجة الكاتب من التشاؤم، ومن يقرأ ويصدق ويقتنع فعليه وزر نفسه! والسلام!