في مجتمعنا ملاحظ سهولة «التشكيك» والبحث «عن الخطأ» قد تكتب مقالا مهماً ينتقد أو يوضح أو يعرض وجهة نظر، ولكن تجد قارئا مر على كامل المقال وينبهك إلى «همزه فقدت» أو «خطأ مطبعي» وهذا جيد، ولكن ماذا عن باقي المقال؟؟ ملاحظ بمجتمعنا ومن خلال تواصلي بمحاضرات قدمتها أو كتابة أو شبكات التواصل الاجتماعي أن كثيرا يركز على «وهل صدقت» و»من قال لك» و»ما هو مصدرك» و»يكذبون» و»حرامية» و»كلام في كلام» و»الشق أكبر من الرقعة» و»انفخ ياشريم» وهكذا من عبارات «الشكوك والريبة والبحث عن الخطأ لدرجة أن البعض «فقد الثقة بكل شيء» بل يقرأ ليبحث عن الخطأ بسلبية شديدة جدا وهنا ما هو السر، ان «الكثير» يشكك بكل شيء حتى وهو حقيقة. لن أضع أمثلة لكي لا يفسر أنني قصدت فلانا أو شخصية ما فليس هنا هدفي بهذا المقال، ولكن أقول لننتقد وننتقد بشدة لما يستحق النقد وهو حق للجميع، لا خلاف هنا ولا ريبة ويجب ان نفرق بين النقد و»التشاؤم والسلبية» النقد يهدف لإصلاح وتقويم، أما التشاؤم والسلبية أن ترى الصحيح وتصر على الخطأ بكل وتكسر مجاديفه هذا بوضوح واختصار. أجريت حوارات كثيرة، مع شحصيات معروفة ليست واحدة بل ما يزيد على 300 شخصية تلفزيونيا، يأتي البعض «وهل صدقت كلامة» يقصد المتحدث بالحوار ناهيك عن مسألة «تكذيب وشكوك وغيرها» قد لا يكون صحيحاً ما يقول الضيف «قد» وقد لا يقنع وغيره كثير، ولكن يجب ان «نرتقي» جداً بالحوار والخلاف والرأي قل رأيك أياً كان صريحا بكل «أدب وترتيب ولا تنتقص من أي كائن من كان» فكيف تريد تقبلك الآخر وأنت ترد «بالسوء والسيئ» يجب أن تمارس على «نفسك» المحاسبة بأن تتحدث بعقلانية وهدوء وحجة واثبات ورأي يستمع لك الكثير، وحين يكون عكس ذلك لن يتقبله الآخر وإن كنت صادقاً. أدب الحوار أن تحترم الآخر، وقل رأيك ولا تجزم بشيء بدون إثبات ومستند، فهل تعلم حين ترفع قضية حين تكذب أو تتهجم أو «تصل للتجاوز» أن ترفع قضية عليك وممكن تحاسب وتغرم وتسجن؟؟ هذا هناك في الغرب، ولكن هنا الجميع آمن بهذا الجانب، فسهل التهجم والتجاوز لحدود لا يقبلها أياً كان فمن سيستمع لك؟ فلا تنتظر أحدا يستمع لك أو يقبل رأيك وأن تتجاوز كل حدود الأدب الحوار وعقلانيته وهدوءك. نحتاج أن ننتقد، وأيضاً نثني على العمل، نحتاج توازنا، نحتاج نقول للمحسن أحسنت حتى وإن كان عمله الرئيسي، نحتاج لتشجيع وتحفيز للآخر سواء كان طفلاًَ بمدرسة أو موظفاً أو مسؤولاً يجب ان نبني جدارا من الثقة، ومهما حصل من إخفاق نلتزم بحدود الأدب والحوار والنقاش لا عشوائية وبذاءة بالحوار والكلام الذي لا يصلح شيئا ويزيد من الكراهية والحقد فهل هذا سينجز شيئا؟ أبداً... يجب ان نعيد صياغة أسلوب نقاشنا مهما رفضنا المقابل لنا، يجب ألا نخرج عن سياق الأدب الذي هو من صفات المؤمن الحقيقي.