الاقتصادية - السعودية يبدو أن "أرامكو" في حيرة من أمرها, أمام السيناريو الأفضل لافتتاح ستاد الملك عبد الله, المنتظر في جدة, ويبدو أن الاختلاف بين مسؤولي الشركة دعاهم إلى اختيار منطقة وسطى بين الآراء المقدَّمة, فاقتربوا من الاتفاق على حفلي افتتاح للملعب الجوهرة. تقول تقارير صحافية - واحد منها نشر هذا الأسبوع في "العربية نت"، إن المسؤولين في الشركة يرغبون في افتتاح محلي, يتقابل فيه المتأهلان إلى نهائي كأس الملك هذا الموسم, وافتتاح عالمي لم يتفق على طرفيه بعد. بعض الآراء تذهب إلى التعاقد مع منتخبين عالميين للعب على الاستاد, والأخرى ترى وجود منتخب عالمي أمام الفريق الوطني السعودي, والثابت في الرأيين أن منتخب البرتغال مع قائده الكبير كريستيان رونالدو سيكون موجودا أيا كان الرأي الثابت في آخر المشوار. شخصيا, أميل إلى الرأيين معا, إلى سيناريوي افتتاح, أحدهما عالمي والآخر محلي, ولكن هذا ليس كل شيء, قبل ذلك هناك سؤال مهم: كيف يمكن لاتحاد الكرة استثمار هذه الفرصة؟ كيف يمكن استثمار ستاد رياضي تم بناؤه بمليار و900 مليون ريال سعودي, فيما يعود بالنفع على الرياضة السعودية؟ أعتقد أننا في السعودية, لم نقدم للعالم شيئا إيجابيا عن رياضتنا منذ عام 2002, حين تلقت شباك منتخبنا ثمانية أهداف أمام ألمانيا على مرأى من العالم ومسمع في المونديال الكبير, ولا شك في أن تلك الثمانية كونت صورة نمطية انطباعية عن الفريق الأخضر في ذهنية كثير من الرياضيين أينما حل ذكره. بعد الذكرى السوداء, توالت تصاريح ساخرة تستدعي المباراة البائسة, ليس آخرها تصريح اللاعب الإسباني تشافي قبل عام, لذلك فنحن مدعوون إلى استثمار المناسبة الكبيرة بكل تفاصيلها. أما كيف السبيل إلى ذلك, فإليكم مقترحاتي: - أقترح على "أرامكو" الشركة المنفذة للمشروع وصاحبة اليد الطولى في تنسيق وإعداد برنامج الافتتاح, أن تحث الخطى نحو استضافة منتخبين عالميين كبيرين, لأسباب كثيرة أهمها: أن وجود المنتخبين وحرص عشاق الكرة على متابعة مواجهتهما سيلفت أنظار العالم كله نحو الحدث وسيجعل من ترويج جماليات الاستاد أمرا أسهل. وإن صحت الأنباء أنه تم الاتفاق مع البرتغال ونجمها الكبير كريستيان رونالدو, فلماذا لا يكون خصمه تلك الليلة الأرجنتين بلاعبها الكبير ميسي. - أقترح على اتحاد الكرة السعودي, أن يوجه دعواته إلى الشخصيات المؤثرة في "فيفا", بدءا من رئيسه ومرورا بنوابه, وأضلاع القرار في المؤسسة الرياضية الكبرى, وحبذا أن يكون حضورهم مسبوقا ببرنامج مثالي يستفيد منه كل الاتحاد السعودي لكرة القدم, في التسويق والإدارة واللوائح. - أعتقد أيضا أن ستادا عظيما مثل "الجوهرة", يحتاج إلى ما يرسخ ذكراه في نفوس زواره الأُول, ولذلك أقترح أن يتم طبع قمصان, تذكارات, إكسسوارات, تحمل صورة الاستاد وتاريخ الافتتاح المنتظر. - أيضا ليس من الحكمة تفويت المناسبة بين شوطي اللقاء العالمي, دون أن نقول للعالم لدينا مشروعنا الخاص في رعاية مواهب كرة القدم, ولذلك أقترح أن يتم تشكيل منتخبنا للبراعم بعد أن أصبح لدينا دوري لهم, ويقدمون مواهبهم للعالم أجمع. ربما يقول بعض قارئي هذا المقال, إنني بالغت, وكبرت الحدث أكثر مما هو عليه واقعه, فأقول له: الاستاد دُفع فيه مليارَا ريال إلا مائة مليون, "ريال ينطح ريال", أليس من الأجدى استثماره بكل تفاصيله؟