مكة أون لاين - السعودية المستحيلات في التراث العربي ثلاثة (الغول، والعنقاء، والخل الوفي)، فالعرب ترى تحقق وجودها في الواقع خرافة وأسطورة، يضاف إلى هذه الثلاثة في واقعنا المحلي صحة الانتخابات التي جرت في الأندية الأدبية قبل سنوات، ولأن المدة النظامية لمجالس الأندية الأدبية قربت وربما ستقام انتخابات جديدة، فأحب أن أتحدث في أمرين؛ الأول: بيان أن مسرحية الانتخابات الماضية قد انكشفت للعيان، والثاني: إسداء نصائح لوكالة وزارة الثقافة لتحسين (إخراج) المسرحية الجديدة، فأما الأمر الأول: فكل الحكاية أن الوزارة كانت جادة بإجراء انتخابات نزيهة لكن التجربة الأولى للانتخابات في نادي مكة كانت صادمة؛ إذ جاءت النتائج مخلة بالتوازن المعمول فيه في مجتمعنا بأن تكون الأنشطة الجماهيرية مقسمه؛ فللمتدينين شؤون الدعوة، وللمثقفين شؤون الثقافة والإعلام، ونتائج نادي مكة كسرت هذا التوازن، وهذا ما جعل الوزارة تعيد النظر بقضية الانتخابات. فحسب تصريح مصدر مطلع ل(العربية.نت) قال: «إن توجه الوزارة بدأ بعد وصول ما وصف بالمد الصحوي، وسيطرته في أول انتخابات تمت بنادي مكة الأدبي، حينها شرعت الوزارة بطريقة ما، تسعى من خلالها لوجود توازن، بحيث يكون هناك ضمان لحصول المرأة على مقعدين كحد أدنى، وحضور للمحافظين، ولكن بدرجة أقل لا تزيد عن ربع مقاعد المجلس المكون من 10 مقاعد، مفسرا ذلك بأنه وراء كل الإشكاليات التي حصلت في أكثر من ناد أدبي بعد إجراء انتخاباته، حيث إن لجنة الوزارة هي التي تنفذ الاقتراع، ويمكنها التحكم في الآلية الالكترونية، مؤكدا أن التزوير حاصل لا محالة»، هذا هو مفتاح اللغز لما حصل بعد من استعمال أجهزة (البلايستيشن) في التصويت. لكن الكارثة أن وكالة الوزارة لم تحسن إخراج المسرحية بشكل متقن، فجاءت بعض النتائج فجة ومضحكة، فنتائج نادي الأحساء مجموع من صوتوا للعشرة الفائزين يفوق عدد الحاضرين، حيث إن الحاضرين 456 عضواً، والأصوات بلغ مجموعها للفائزين فقط 505 أصوات، ونتائج نادي الشرقية مجموع من صوتوا 156 عضوًا، وفاز ثلاثة أعضاء بتأييد 100 صوت لكل واحد، وقدَّم90 عضوا اعتراضهم على فوز الثلاثة، وأنهم لم يصوتوا لهم؛ أي أن كل واحد يستحيل أن يحوز على أكثر من 65 صوتًا، ونادي أبها قدَّم نصف أعضاء الجمعية العمومية شكوى للمحكمة ضد أربعة من الأسماء التي أعلن فوزها، مؤكدين عدم تصويتهم لهذه الأسماء، فحكم ببطلان الانتخابات. وها أنا أكتب تجربتي مع انتخابات نادي القصيم، فقد اتصلت قبل الانتخابات بأحد النافذين أسأله عن صدقية الانتخابات؛ فقال: هي صادقة، ثم أردف ضاحكًا: وربما يتصلون عليك قبل ذلك لترشيح نفسك!!، وفي ليلة الانتخابات أحضر لي أحد الأعضاء الذين فازوا بقائمة فيها اسم رجل، واسم امرأة أول مرة اسمع بهما، يحثني على التصويت لهما، فقلت: من يكونان هذان؟!، وقد فازا على كل حال!!، فما الذي حصل في الانتخابات؟، كان مجموع من صوَّت 56 عضوًا، وقد حصل أول الفائزين على 45 صوتًا، وقد سألت أنا ثمانيةَ عشرَ من الحضور :هل صوتوا له؟ فأجابوا بالنفي، أي أنه يستحيل أن يحوز على أكثر من 38 صوتًا على افتراض أن البقية صوتوا له. وفي حديث بيني وبين الأستاذ عبدالعزيز الخضر سألني: لماذا شاركت فيها، وأنت تدرك أن قائمة الفائزين فيها معدة سلفًا، قلت: هي مناسبة ثقافية تاريخية، فأحببت أن أكون شاهدًا عليها بالأسماء، والتاريخ، فقد أكتب مذكراتي يومًا ما، الأمر الثاني: أحب أن أقدم نصائح لوكالة وزارة الثقافة لإحكام إخراج مسرحية الانتخابات الجديدة، أهمها ألا تُفَوِّزَ أي عضوٍ بأكثرَ من 30 صوتًا، وتفتت بقية الأصوات على المرشحين، وعندها يستحيل الاعتراض على أسماء الفائزين، وأن تدرس البيئة الاجتماعية للنادي؛ فثمة تكتلات غير معلنة، فتُنَوِّع أسماء الفائزين ليكونوا من أكثر من بيئة اجتماعية، ومنها أن تخصص حصة للنساء (كوتة)، ليكون تفويز عدد منهن مقنعًا للرأي العام، بدل الطريقة الفجة بتفويز عدد منهن بانتخابات عامة يشارك فيها الرجال والنساء -في بعض الأندية- رغم أن غالبية الحاضرين لا يعرفونهن، ومنها الاستعاضة عن إجراء الانتخابات بطريقة (البلايستيشن) التي تعمل بها الوكالة بإجراء انتخابات ورقية بصناديق فيها جيوب سرية معدة سلفًا بأوراق للفائزين، وما يطرح فيها من أوراق جديدة يبتلعها جيب تحتاني وعند فتح الصندوق يسحب الجيب العلوي المعد سلفًا. المقصود بمثل هذه النصائح تفادي الإخراج الركيك لمسرحية الانتخابات كما حدث في الانتخابات الماضية.