المثقف الجديد - السعودية تتردد الكلمة أعلاه في الإعلام المصري للضرورة والطارئ .وتكاثف حضورها على ألسنة الإعلاميين والمثقفين الليبراليين فور سقوط حسني مبارك وعزل الدكتور محمد مرسي والمشترك في المناسبتين هو القلق الليبرالي من السلفية عقدياً وشرعياً الذي يؤسس لشخصية مسلمة متبعة للدين الصحيح الذي لا ينسجم معه الليبرالي. النخبة الأزهرية والصوفية تتقاطع مع الليبرالية في ترديد هذه العبارة ورفعها إلى مستوى الشعار الوطني ضد ما يصفه ب (الدخيل) على إسلام المصريين كما صرح شيخ الأزهر الطيب حيث استنفر إسلام المصريين لمقاومة إسلام السلفيين , فابتدع إسلاماً جديداً يأخذ استقامته من جغرافية مصر (إسلام المصريين) في زلة شرعية وعقلية وتهور لا يحسد عليه. (المصري متدين بطبعه) جملة غير مكتملة عند الخائفين من الإسلام الحقيقي , فيضيف لبرالي متهور آخر قوله (المصري متدين بطبعه وعلماني بفطرته) ليعطي تفسيراً عدائياً وثورياً ضد أي محاولة لتوعية المصريين باتجاه الشريعة والعقيدة مستخدمين الترهيب والحل العنيف والعسكري مؤخراً المحاط بتأييد من الأكثرية الليبرالية والصوفية ومن القيادة الأزهرية التي تعتبر السلفية منافساً لها في توجيه المصريين ,فأيدت التحول العسكري الأخير ضد السلفية التي وصلت إلى منصب وزارة الأوقاف ,وكل هذا الحراك العنيف جاء تحت شعار ناعم (المصري متدين بطبعه) ,ما يعني أنه مكثّف بعاطفته تجاه الله ورسوله والمسجد والأضرحة والمولد وكلها على حدّ سواء لدى هؤلاء, فخافوا من التوحيد ,وقاوموه بشعار أن (المصري متدين بطبعه) ,والتدين كما يطرحون حالة من الروحانيات المنغمسة في طقوس لا علاقة لها بالضرورة بالدين الصحيح ولا تعمل لإقامة الشرع ,فالشعار الآنف سلس باتجاه إرساء أقوى للعلمانية والفساد والانحراف العقدي. العلمانية تتقوى بالتدين الشعبي ضد التدين الشرعي والعقدي للبقاء في السلطة , وهذا ديدن كل الأنظمة العلمانية ذات السلطة المطلقة ,فهي تفسر التدين بقوة الإعلام .....فإذا سمعت بعبارة (المصري متدين بطبعه) تجري على ألسنة هؤلاء اللبراليين أو الأزهريين فأعلم أنها كلمة حق أريد بها باطل.