مكة أون لاين - السعودية بإمكاننا من الغد أن نغير لون الحجاب من الأسود إلى اللون الذي يتوافق مع مزاجنا ومع أجواء بلادنا الحارة الأبيض، الأزرق، الأخضر. بإمكاننا هذا بكل سهولة لأن اللون الأسود ليس لزاماً علينا، وليس لونا مشرعا، وليس فريضة من فرائض الدين، وليس إجبارا بل اختيار. بإمكاننا كسعوديات أن نغيره تماما لا شيء يمنعنا لكنها العادة والتعود ليس أكثر. هناك من الرجال والنساء أيضا الذين يتنطعون ويتشددون في ما لم ينزل الله به من سلطان. ما حدث مع عضو مجلس الشورى الدكتورة حياة سندي من ثورة غضب على تغييرها للون حجابها داخل مجلس الشورى ليس إلا دليل سقطة فكر لكل معترض، وصحوة فكر لكل امرأة تساءلت جدياً: هل اللون الأسود للحجاب الذي نرتديه أحد الثوابت الدينية أم إنه مصادفة تاريخية ليس أكثر؟ بعيدا عن نزار قباني حين صرخ في كل نساء الدنيا: ثُوري على التاريخ، وانتصري على الوهم الكبيرِ. يظهر سؤال صارخ وصامت في الوقت نفسه يشبه: ماذا يوجد تحت العباءة أو الحجاب؟ هذا هو السؤال. من يرى أن الذي يوجد تحت العباءة هو قطعة لحم ناضجة مشتهاة فهو انعكاس لما يفكر به ولما هو عليه إذ ليس أكثر من آكل لحوم ومن يرى أن ما تحت العباءة كائن عاقل يستحق الاحترام فهو أيضا انعكاس لما يجد نفسه عليه. وهذا ما فسره أحد الحكماء حين طرح بعضهم موضوع النساء، فقال أحدهم: المرأة كالحذاء يستطيع الرجل أن يغير ويبدل حتى يجد المقاس المناسب له. فنظر الحاضرون إلى ذلك الحكيم وسألوه: ما رأيك بهذا الكلام؟ فقال: ما يقوله الأخ صحيح تماما، فالمرأة كالحذاء في نظر من يرى نفسه قَدَماً، وهي كالتاج في نظر من يرى نفسه ملكا، فلا تلوموا المتحدث، بل اعرفوا كيف ينظر إلى نفسه!