اليوم - السعودية لم يشفع للذهب نزول سعره الكبير بالتزامن مع مناسبة كانت في السابق ينتظرها تجار الذهب وهي عيد الأم، ليكون هدية الأم الأثيرة، فقد الذهب زبائنه، بعد أن كان الصاغة يستعدون لمثل هذه المناسبات بتنزيل تشكيلات جديدة تجعل السوق يعج بالمتسوقين من المواطنين والخليجيين على السواء. انخفض سعر جرام الذهب (عيار 21) ووصل اليوم إلى ( 14.65 دينار بحريني، 148.22 ريال سعودي) وهو انخفاض كبير مقارنة بارتفاع مضاعف للسعر المذكور في السابق، جعل الناس تعزف عن شرائه، بل ساهم ارتفاع الذهب بهذه الصورة في حدوث كساد أدى لغلق عدد من تجار الذهب محلاتهم، فمن جنى على الذهب وعلى تجارته؟ تغير كل شيء بعد حرب العراق في العام 2003، تكبد العديد من المضاربين والمستثمرين في البورصات خسائر كبيرة جراء شرائهم الدينار العراقي بعد الحرب، على اثر توقعات بارتفاع سعره فكان محل مقامرة كبيرة غزت كل الأسواق حتى أسواقنا الخليجية، كان أصحاب محلات الصرافة في عمل دؤوب لتوفير الدينار العراقي الذي كثر الطلب عليه، ولم يكن هذا الأمر مستغربا في ظل الرهانات عليه، وارتفع سعره جراء الطلب الكبير، ففتح شهيتهم فكان يبيعه ليشتري المزيد منه، وآخرون احتفظوا به لطمعهم بفائدة اكبر بعد أن كانت التوقعات تؤكد أن الدينار هو العملة القوية القادمة ولكن، جرت الرياح بغير ما يشتهي الطامعون من المقامرين في الدينار العراقي فتكبد الكثيرون خسائر فادحة. المضاربون من المستثمرين في السوق المالية العالمية لجؤوا لتعويض خسارتهم عبر شرائهم المنتج الذي لا يمكن أن تخسر بشرائه، انه الذهب، رغم أن الذهب والفضة وبعض المعادن كانت من ضمن المضاربات بالسوق، غير أن هذا الحدث جعل الكثير يلجأ إلى الذهب لضمانة الاعتماد عليه بديلا عن العملات غير المستقرة لا سيما وان عملتي اليورو والإسترليني هما أيضا في تذبذب مريع، ومع الوقت باتت السبائك خيرا من الأوراق المالية للاستثمار، ومع الأحداث السياسية الساخنة والمتلاحقة كان الذهب يدفع الثمن. ارتفع سعر الذهب وكان ارتفاعه قفزة صدمت التجار قبل المشترين، فتجار الذهب بخلاف ما يفهم الكثيرون، هم الخاسر الأكبر من ارتفاع سعر المعدن الثمين، فهم يشترونه مرتفعا وقد يبيعونه منخفضا حسب السعر العالمي المتذبذب بين صعود ونزول، فهذا شأن المضاربات التي تسير مع عمليات البيع في الثانية الواحدة. الضربة القاصمة جاءت بعد الوفرة المالية ونمو السوقين الهندية والصينية، وفي محاولة صدمت الاقتصاد العالمي استبدلت هاتان الدولتان احتياطيهما بسبائك الذهب، فتضاعف سعره خمس مرات، وعاد بخيباته على التجار والمشترين الذين كانوا ينتظرون انخفاض سعره مجددا. جنى طمع المضاربين من أفراد ودول على مهنة وصناعة وتجار وحتى مشترين، كان الذهب يعني لهم أكثر من ضربة استثمارية رابحة، كان عمد حياتهم. تويتر: @hana_maki00