مال - السعودية دائما يتناقل المستثمرون والمتعاملون في الأسواق المالية مقولة أن رأس المال جبان . مايقصد بهذا المسطلح عمليا هو أن أصحاب رؤوس الأموال رغم أنهم يهدفون لزيادة ثرواتهم عن طريق إستهداف فرص الاستثمار المتنوعة حول العالم وفي مختلف النشاطات لكن يبقى الأهم عندهم هو المحافظة على رأس المال. لهذا الهدف يقوم المستثمر بدراسة حالة البلاد السياسية ،التنظيمية والاقتصادية قبل ضخ أمواله. كما يتأكد من أي قوانين (ضرائب مثلا) أو أنظمة تحويل الاموال للتأكد من قدرته على الخروج من السوق وقت ما رغب بطريقة تحفظ رأس ماله أو بأقل الخسائر الممكنة. بالنسبة لسوق المملكة وبالأخص سوق الأسهم ، حيث يعتبر أكبر جاذب للمستثمرين تبعا لسهولة دخوله من حيث بساطة اجراءات فتح الحساب وعدم حاجته لرأس مال كبير ومن ناحية ثانية قلة عدد المنافذ الاستثمارية الأخرى. المشكلة الأساسية للعديد من المستثمرين ( بغض النظر عن حجم رأس المال ) هو عدم المامهم بمبدأ حماية رأس المال والطرق المتنوعة للحد من الخسارة في ما لو حدثت. تحدثنا في العديد من المقالات السابقة عن الحاجة لزيادة الاطلاع وبالخصوص الامور الاقتصادية والمالية قبل الشروع في الاستثمار بشكل عام لكن التركيز اليوم هو في كيفية الحفاظ على رأس المال على المدى الطويل. يعتبر سوق الأسهم من أكثر أنواع الاستثمار مخاطرة وخصوصا اذا تبعه تمويل (رفع مالي) بحيث يتضاعف تأثير حركة السوق على الأرباح والخسائر مما يعرض المستثمر لاحتمالية خسارة جزء كبير من رأس ماله. أول شي يفترض القيام به هو معرفة قوة الوضع المالي للشركة وحجم ربحيتها وذلك عن طريق دراسة قوائمها المالية من جهة واستراتيجيتها المستقبلية مع وضعها في سوقها. لهذ الغرض يتوجه المستثمرين لبيوت المال للاطلاع على تقييمهم للشركات المدرجة حيث ينشر محللوها القيمة العادلة للشركة والسعر المستهدف لها. لابأس بالاطلاع على تقارير أكثر من شركة لتكوين صورة أوضح للمستثمر ومعرفة وقت الدخول فيها. عند الدخول في السوق ، يفضل الاستثمار على المدى الطويل والابتعاد عن المضاربات في أسهم ليس لها قاعدة مالية قوية ( خسائر سنوية متكررة) وبدون تغييرات جذرية في استراتيجيتها وادارتها. دائما يفضل الاستثمار في شركات رائدة ولها سياسات واضحة ونتائج مالية قوية وفي تطور مستمر. الشركات التي توزع أرباحا سنوية على المساهمين وتواصل النمو تعتبر خيار جيد. في أوقات تذبذب السوق بسبب أحداث سياسية أو بيع جني أرباح ، لاتفرط باستثماراتم طالما كان أداء شركتك ثابت من ناحية عملياتها التشغيلية وتحقيق الأرباح بل وحاول زيادة مركزك بها متى ما انخفضت عن سعرها العادل . مثال: شركة أب ت المالية قيمت سعر شركة أبجد ب 50 ريال ويتم تداوله في السوق بسعر 45 ريال حيث قمت بالاستثمار فيه بعد أطلاعك على قوائما المالية ووضعها في السوق . إنخفض السعر تبعا لأخبار عن مشاكل سياسية في الشرق الأوسط نزل السعر على أثرها ل 40 ريال . في حال عدم وجود مؤثرات سلبية أخرى ، تعتبر هذه فرصة جيدة جدا لزيادة حجم الاستثمار وليس للهروب . في المقابل ، لو تعرضت عمليات الشركة للضغوط مثل دخول أكثر من منافس على الخط وبخدمات اجود وأرخص، تحتاج لتقييم الوضع ومن ثم وضع حد للخروج بدلا من تركها عائمة والانجراف في خسائر لامحدودة. العبرة دائما بجعل أداء استثمارك وما يؤثر عليه نصب عينيك والمتابعة الدائمة للتطورات القصيرة والطويلة المدى وتحديد المستوى الذي سوف تزيد أو تقلل من حجمه بناء على قيمته الحقيقية. awalmatar @