مكة أون لاين - السعودية هذه ليست طرفة، بل هي حقيقة نقلتها صحيفة (الحياة) يوم السبت الماضي عن مسؤول. في المملكة أكثر من أحد عشر ألف معاق على قائمة انتظار سياراتهم الخاصة من وزارة الشؤون الاجتماعية، هذه السيارات هي هدية خادم الحرمين - حفظه الله - لهذه الفئة العزيزة منذ أكثر من عامين، لكن الوزارة المجتهدة، وبعد عامين تتهم الشركة الي تعاقدت معها لتوريد السيارات بأنها لم تف بالتزامها، وأن السيارات لم تتم صناعتها حتى الآن، هكذا قال مدير الإدارة العامة لرعاية المعاقين وتأهيلهم بالوزارة ناصر المالك، بل إنه قال لا يعرف متى بدأ العقد مع الشركة الموردة، لكنه يتذكر أن العقد ينص على ألا تزيد المدة عن ستة أشهر لتسليم المركبات المتعاقد عليها وعددها ثلاثة آلاف وستمائة مركبة. حسنا. سنفترض أن العقد بدأ مع الشركة بعد ستة أشهر من أمر الملك، أي قبل سنة ونصف من الآن، ومرت الأشهر الستة الأولى من العقد ثم لا حس ولا خبر من الشركة صاحبة التوريد، فما الذي يتوجب فعله؟ الإجابة بطبيعة الحال معروفة وسهلة جدا تنظيرا وتطبيقا، خاصة أن هدية الملك قيمتها مليار ونصف المليار، يعني لا مشكلة في الفلوس، ولا مشكلة في معرفة عدد وأماكن المعاقين حركيا المنتظرين على أحر من الجمر لهذه الهدية الملكية الكريمة، ولا مشكلة في مصانع السيارات في العالم، فهي تتلهف لصفقات كبرى على هذا المستوى، ولا مشكلة في نقل هذه السيارات من مصانعها إلى أن يتسلمها المعاقون، فأسواقنا تستقبل ملايين السيارات الجديدة سنويا ولم نسمع أن نقلها إلى بلادنا تعثر، ولا مشكلة أي مشكلة هنا أو هناك، إذن أين المشكلة؟ هل المشكلة عند الشركة التي وقعت العقد مع الوزارة ولم تلتزم؟ حتى هذه ليست مشكلة، فهي إن كان عدم التزامها حقيقيا ليست أول ولا آخر شركة تفعل هذا، طالما يتم توقيع العقود ثم لا أحد يسأل أحدا، إذن لا مشكلة، المشكلة فيما يبدو عند المعاقين المنتظرين، فهم -هداهم الله وأعانهم- مستعجلون، وكأنهم لأول مرة يتعاملون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، بينما يفترض أن لديهم من الخبرات مع الوزارة ووعودها ما يجعلهم محصنين ضد أي خيبة أمل من أي نوع، وما عليهم سوى التحلي بالصبر، فالمالك يقول لهم (لم يتم الانتهاء من تصنيع السيارات المطلوبة بعد... وليس لديهم مشكلة في تواصل المطالبين معهم ليتم إبلاغهم أنه لا توجد مركبات حتى الآن)، فاحمدوا الله وتواصلوا مع الوزارة لتبلغكم أنه لا توجد مركبات، المشكلة أنكم لا تتواصلون، وكأنكم يئستم، تواصلوا مع الوزارة، وهي ستتواصل مع الشركة وتسألها: متى بدأ العقد، ثم تخبركم فاطمئنوا يا رعاكم الله.