مكة أون لاين - السعودية الحب والكراهية من أعمق المشاعر الإنسانية، والحب ليس (ورودا) حمراء يتم منعها، ولا شموعا يتم إطفاؤها، بل هو قيم كبرى، إن تم تشويه الفكرة البسيطة التي يلجأ إليها الناس في الاحتفال بالحب، فإن هذا سيهدم القيم الكبيرة للحب: حب الآخر، حب الوطن، الحب بكل أشكاله. الدين هو القوة الوحيدة المحركة لهذا العالم، ومن منطلق أن الدين منهج حياة وتصور للعلاقة بين الإنسان والحياة، فإنه ينبغي أن يكون المحرك لكل المثل العليا ومنها قيم الحب والبعد عن الكره وكل ما ينفر الناس أو يسبب لهم الألم وهذا جوهر الأديان. وأجد في مناسبة مثل عيد الحب مهما كانت القصص التي تحاك عن فكرة الاحتفال بالحب يوما في السنة، أن تكون دعوة إصلاح اجتماعي قائمة على الحب والتسامح والتوقف عن إظهار الكراهية والإنكار والمنع لكل ما يدعو لقيم الحب. والأخذ بالنوايا الظاهرة وعدم اختزال فكرة الحب في الخطيئة. إن دفع الناس للاحتفاء بالحب سرا وإظهار الكراهية جهرا يعني أن خللا كبيرا قد وقع. تنظيم الحياة الاجتماعية وضبط سلوكها، والاصطلاح على قيم للخير والشر أمر مطلوب على ألا يدرج الحب بأي شكل من الأشكال ضمن قيم الشر أو سلوكيات الشر لأن هذه القيم هي التي تحدد هوية الجماعات ورؤيتها ورسالتها، تلك التي تمس قوى الإنسان العليا التي إذا لم يصل الإنسان فيها إلى إجابة مقنعة اضطربت حياته وعاش في حيرة، ووقع فريسة لاضطرابات نفسية ممزقة، فالإنسان يتأثر ويؤثر. لا بد من إعادة تغيير مفاهيم كثيرة تجاه مسألة الحب والكراهية من المنظور الديني التربوي وأثره في ثقافة الأجيال، وألا يقتصر الاحتفاء بالحب على وردة ممنوعة ورجل هيئة. [email protected]