مكة اون لاين - السعودية قد يصعب على البعض تقبل فكرة أن ما تعيشه الآن من حالات الخوف أو الضياع أو الشتات والحزن المتسبب فيه هو أنت، لا أحد غيرك قد تسبب فيها. هذه هي الحقيقة لأن كل ظروفك الخارجية هي انعكاس لما بداخلك؛ إذ إن العالم الظاهر هو مرآة للعالم الباطن وإن المعاناة مهما كان شكلها تمنح صاحبها في آخر المطاف نوعا ما من الحكمة الجنونية، وتجعل منه شخصا عظيما يعرف كيف يفسر حقيقة الحياة عبر الفهم العميق لوعيه. إن الأفكار الهدامة تتجمع عبر سنوات من حياة الفرد وتترسخ في باطنه فتصبح عادة، وتقتل الخير في كيانه، فيتحول المرء إلى مجرد ريبوت لا أكثر، فالأحداث والأفكار والمعلومات التي يتلقاها كل شخص خلال رحلة حياته تبني قاعدة في مملكته الباطنية باعتبارها نواياه الخالصة، وتصبح فيما بعد هي الآمر الناهي والمتحكم في كل خطواته وحاضره ومستقبله وطريقة إيمانه بالأشياء. ووفقا لقانون التبادل الذي يقوم على أسس الإيمان العميق في العقل الباطن فإنه يجب الأخذ بالاعتبار أن هذا القانون لا يفرق بين ما تؤمن به إن كان صالحا لك أم طالحا، هو فقط يستجيب لك حسب عمق إيمانك، وهو يطابق حالتك الفكرية والشعورية، فإن نويت الخير فهو عائد عليك، وإن نويت الشر فهو عائد عليك أيضا، وهذا ينطبق على كل المشاعر والأفكار السلبية كالحقد، الحسد، الكراهية والخوف. كما أن أفكار ونوايا الخير تعود بالخير على صاحبها وتزيده قوة وطاقة هائلة، وأفكار ونوايا الشر تقتل صاحبها وتفعل به فعل النار في الهشيم سواء كان ذلك عاجلا أم آجلا. فحياة النوايا خطرة بقدر ما تنويه وتضمره.. فانظر إلى طريقك في الحياة وإلى كل مبادئك وقيمك.. بمعنى: ما الذي يحدث هناك في الداخل حيث تتشكل النوايا بقيمها الحقيقية؟