الرأى السعودي - السعودية عندما تشير عقارب الساعة إلى الحادية عشر مساء بتوقيت المملكة العربية السعودية، ينسى الزوج زوجته وأبنائه وطلبات منزله، ويعتزل الشاب أحاديث أصدقائه إلى ركن قصي من جنبات ذلك المجلس ليتسمروا جميعاً لمدة ساعتين أمام شاشات التلفاز لمتابعة برنامجهم المفضل، ولست عنهم ببعيد. لم أكد أصل إلى منزل صديقي مير في مدينة نورتفايك الساحلية الهولندية حتى تفاجأت به يضع شاشة التلفاز على قناة روتانا خليجية بعد أن تناولنا طعام العشاء سوياً، وتحديداً على برنامج كورة الذي يقدمه الزميل تركي العجمه، حينها توقعت أنه يجاملني لسبب ما في نفسه، فحاولت أن أتيح له المجال لتغيير القناة على محطة يفضلها فلا رغبة لي بمتابعة أحوال الدوري حينها، فتفاجأت بأنه متابع للبرنامج بشكل يومي، بل أنه يحفظ جيداً أحوال فرق دوري عبد اللطيف جميل وترتيبهم في سلم جدول الدوري وأسماء هدافي الدوري، كل هذا ولا علاقة لمير لا من قريب ولا من بعيد بعالم كرة القدم، فهو ليس بلاعب أو مدرب أو حتى سمسار كروي يحرص على تصدير بعض المواهب الهولندية إلى الدوري السعودي، إضف إلى كل ذلك ضيوف البرنامج الدائمين وكان الضيف حينها الهدهد أحمد الفهيد، عندها تلقفت هاتفي واتصلت بأبي تالا ونقلت له تحيات مير و إعجابه به في تلك الليلة. خمسة برامج تلفزيونية و مثلها إذاعية تناقش يومياً ولمدة تفوق الساعة ونصف أحوال الدوري، أكثر من 600 دقيقة إذاعية و تلفزيونية إستطاعت بشكل أو بآخر أن تشكل صورة ذهنية عن الدوري السعودي ومحترفيه وتمكنت من جذب إهتمام كل عشاق المجنونة في جميع دول العالم قاطبة والعرب المغتربين خاصة للإهتمام بدورينا. هل يعي مقدمو البرامج الرياضية و ضيوفها الدائمين وقبلهم معديها "وهم حاملي الهم الأثقل في منظومة العمل البرامجي التلفزيوني"، أن ما يقدموه ليست مجرد نقل أحداث رياضية للمشاهدين ينتهي تأثيرها بإنتهاء البرنامج؟ هل يعون ويؤمنون تماماً بأنهم يرسمون صوره ذهنية عن الرياضة السعودية؟ هل يعون أن الرسالة الإعلامية الرياضية تتلقفها دوما الجماهير المتلقية سواء داخل السعودية أو خارجها بحالتها سواء كانت سلبية مشحونة بالتشكيك في التحكيم وتغذي روح التعصب الرياضي في نفوس الجماهير، أو كانت إيجابية تحرص على نبذ هذه العصبية وتبرز المواهب الكروية الحقيقية في الساحة التي تستحق الإحتراف الخارجي؟ @al3gla